نسمة فرح
المفرجي الحسيني / العراق
ثمة نسمة فرح، نحسّ بها، تلامس شغاف القلوب
تطفئ لهيب الحواس فينا، غبطة لا مثيل لها
خرج من يمشي حافيا على، الصخور المسننة،
والشوك ويعلوه الغبار،
يريد أن يظل منتشي بالنسيم
لكن يكفي تتغلغل ريح
مع، النسيم ،حتى يمسي النسيم ثقيلا
أقف عند أبواب قريتي المجهولة، يوقظني العسس
كنت أدخل وأخرج مرارا
أحتمي بجدرانه، بضوء الفوانيس، أخاف العتمة والليل
أخاف… أخاف، لا استطيع… لا أملك شيئا
كنت صامتا… حتى لا أسمع
وحيدا… وأظل صامتا… أعاني
ظننت أني حرا… لم أحقق قدري
كنت مزهوا برايات قريتي… متباهٍ
كانت نورا تضاهي الانوار الباهتة
مصباح ساحق الضوء
يتعالى في النهر، صخب… هدير
جذوع النخل الخاوية لِكافية، توابيتنا
ثمة ابتسامات على الضفاف
بسيطة غائرة محزوزه،
بالسكاكين… تطل على الوجوه
أطول من فرحنا… تختفي
تترك الوجوه تفرح، لكن وحيدة
لا ترغمها الصخور… أزهار صامتة
تتخلى عنها بسهولة
طيور الماء خرساء، لا تعرف الغناء
لا زلنا نخاف العتمة،
لا نرى حتى أنفسنا، ونصرخ برعب
منذ أكثر من عام لم نكن هناك، نخاف الدخول
وحين دخلنا… أخذ الخوف ثأره
ذباب مميت… هواء خانق
بيوت العنكبوت على الجدران
وصمت مريع، وقمر بلا نور