الشاعرة سعيدة خاطر تفتتح الدورة 3 من مهرجان الخنساء
د. سعيدة بنت خاطر الفارسي | سلطنة عُمان
حفيدات الخنساء ، الشارباتُ من نبعها
باسم الله الذي تفتتح باسمه جلائلَ الأمور … باسم الله الذي تجلت قدرته فينا حولنا وحوالينا جمالا وابداعا ورونقا ، لعله من نافل القول أننا نشكر الله العلي القدير الذي ردنا ردا جميلا الى مزاولة انشطتنا الإنسانية التي توقفت خلال عام بأكمله ، ونحمد الله الذي ردنا إلى أروقة هذا النادي العريق وكلنا متشوق إلى ممارسة كافة اشكال الإبداع ومناحي العلوم والمعرفة على اتساع الأفق الثقافي ،
في البدء نهنئكن اخواتي المبدعات ونهنئ أنفسنا بعودة الاحتفال بمهرجان الخنساء في دورته الثالثة ، بعد انقطاع طويل عن دورتيه الأولى والثانية ، وبهذا أجدني ازجي الشكر لمن أسهم في عودة المهرجان وبث روح التجدد فيه فتحية خالصة التقدير والامتنان للدكتور محمود السليمي رئيس النادي الثقافي وللشاعر المبدع الأستاذ عبد الرزاق الربيعي نائب رئيس النادي ، وللجنود المجهولين من الشباب الذين يعزفون سيمفونية الحراك الالكتروني .
عزيزاتي حفيدات الخنساء ، (الشارباتُ من نبعها )
سرت من البيد أصداءٌ وأشذاءُ
وسال في الكون ضوعٌ باذخُ العبق ِ
كانت هنا تنسجُ الخنساءُ دمعَتها
أشواط نبع نميرٍ دائمَ الدَفق ِ
ما بين صخرٍ والضاوين جنتها
نور سقاها من الإسلام لا الحنقِ
قوافلُ العشق تترا خطوها انطلقت
للشاربات من الاشعار اعذبها
سرا ستغرفُ من رقراقِها الغَدِقِ
تساءل القلبُ والبشرى معتقة ً
عصفٌ من الحسن ام عصفٌ من الألق ِ
ياقاطفاتِ المنى من حالك الأرقِ
ياحائكاتِ بروقَ الحرف اجنحة
مغلفاتِ سواد الحزن بالفلقِ
كانت خناس حكايا الرمل تتبعها
ولملمتْ دمعَها المهدورَ في الحُرقِ
صوتٌ على صهوات الريح منطلقٌ
كوني كما شئتِ يامكحولةَ الحدقِ
للشعر أجنحةُ الألفاظِ رفرفة
لا لن تكوني صدى ممهورةِ القلقِ
مدت عناقا طيوفَ الشعر فانسكبت
تلك النداءاتُ وانداحتْ على الورقِ .
حفيدات الخنساء مبارك لكن هذا المهرجان الذي سيتألق بكن اليوم وغدا ، وفي سنواته القادمة إن شاء الله ،
ويسرني أن أعرض نبذة بسيطة تعريفية عن النادي الذي عاصرتُ افتتاحه عام 1983م عندما وهبه المغفور له حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد لأبنائه من المثقفين والمبدعين ، وكان لي شرف التواجد في مجلس إداراته وفي فعالياته كصوت انثوي وحيد تفرد بالمشاركة آنذاك ، ويعد النادي الثقافي هرم الثقافة العمانية وهو المأوى الذي نلوذ إليه في كل ما يتعلق بنا من مناحي الإبداع والمعرفة والعلوم والفنون ، فكل الجمعيات المدنية المتعلقة بالإبداع والفنون كجمعية الكتاب والأدباء وجمعية الفنون التشكيلية وجمعية المسرح وجمعية السينما وجمعية التصوير الضوئي وغيرهن قد انبثقت من هذا النادي وكم استقبل هذا المكان من المبدعين والمفكرين والنقاد والفنانين المشهورين بين ردهاته من مختلف ارجاء الوطن العربي نساء ورجالا وكم احتفى بالتجارب العمانية وأخذ بيدها وتطورت حاملة اسم عمان محلقا عبر العالم .
أما مهرجان الخنساء الذي بدأ في نسخته الأولى عام 2000م ، برائدات الشعر العربي المتواجدت على قيد الحياة آنذاك وكان الغرض أن تحتفظ الذاكرة بعاطر الأريج الذي جدن به وضمخن المشاعر .
وقد شاركت من مصر الشاعرة الكبيرة ملك عبدالعزيز زوجة الناقد المعروف محمد مندور ، والشاعرة علية الجعار ، ومن فلسطين الشاعرة الكبيرة فدوى طوقان ومن العراق الشاعرة الرائعة لميعة عباس عمارة ، وقد توفاهن الله جميعا ، ولم يتبق منهن سوى الشاعرة العراقية المبدعة لميعة عباس عماره اطال الله في عمرها المديد إن شاء الله .
طبعا شاركتْ مع الرائدات كوكبة أخرى من الشاعرات الشابات من مختلف دول الوطن العربي ومن الخليج العربي وتم ما كان الملتقى يهدف اليه من تلاقح وتعارف بين الأجيال فقد اجتمع في ذلك المهرجان ثلاثة أجيال من الشواعر جيل ما بعد الريادة وجيل تتلمذ على اياديهن وجيل من الشاعرات الشابات اللواتي يتلمسن خطى تدفق نهر الشاعرية آنذاك وهن الآن من الشواعر الاتي نعتز بهن ، والحقيقة ان هذا المهرجان يكاد يتفرد بين مهرجانات الوطن العربي الذي عادة تتسم بمشاركة الجنسين ، لكن مهرجان الخنساء مجسدا اسمه ووصفه هو مهرجان لحفيداتها فقط يختص بتجسيد هموم الأنثى وأتراحها وافراحها وابداعها بشكل عام .
صديقات الحرف المتألقات بكبرياء الشعر وعنفوانه اترككن للتحليق بالذوق والذائقة والإدهاش بجمال الفن الخالد ورونقه ، وكلنا لهفة لينابيع الابداع المنسابة من مخيالكن الخصب البالغ العذوبة .
شكرا للإصغاء وأهلا بكن في رحاب مسقط العامرة ، وردهات النادي الثقافي .
مباركٌ لنا ولكنّ هذا المهرجان، مهرجان الخنساء للشعر العربي. وأزعم أنّ كل شاعرةٍ في الوطن العربي ترغب في أن تشارككنّ بإبداعها وحضورها. تحية المحبة والتقدير لشاعرتنا الصديقة الرائعة د. سعيدة بنت خاطر الفارسي ?