أدب

الموت القادم

 

بقلم: علي سلمان

وها نحن.. والنهاية..تقتربُ..
لكنني الآن أعيشُ الحلم..
أنتِ على سفر..
وأنا على موعد.. مع الفراق..والهجر..
لنلتقي قليلاً.. للحظة.. لوهلة..
والأيام التي قطعت المسافة.. نحوي..
رحلت وفي ساعاتها.. ذكريات..
مرت..
قايضت أمنياتها.. بالعمر..
……
كم هو الألمُ.. الخريفي.. كبير..
اذا اتسع الحزنُ..
لكنه لا يُبينُ.. سوى…
رايةٍ طرزتها.. المعارك..الخاسرة..
تغرقُ تحت المطر..
فتتلاشى..
كما هو الوطنُ الذي تبعثرت فيه أشلاؤه..
لكنه ما استسلم..
………
أنا هنا في انتظارك..
متى تجيء كي اقول لك..
في أي زمان.. في أي مكان..
سألمحك..
لا تسأليني كم أحبك..
أيتها الأبجدية الطالعة.. من بدائع العرب..
ماتت التفاصيل الصغيرة بيننا..
جائت الحربُ..
انقطع السلام فيما بيننا..
وافترقنا في وقتٍ تأخر..

…..
برد الخريف يشدني ويشدكَ..
تحت المساء الضائع..
يعذبنا المكان..
وجهك يأخذ شكل المطر..
يختبئ مني..
أحبكِ
عند باب اللقاء..
تفاجأت بي..
تفاجئت بك..
صوت المطر.. يلغي الكلام..
صوت المطر.. يُخفي النظرات..
تبق مجهولة..
……..
ماذا تريدين.. أجنحةً فوق الضباب..
وانت سيدة الروح.. سيدة الليل..
سيدة القصيدة.. سيدة الرواية..
سيدة الحلم الطويل..
سيدة الكتابةِ.. والسهر..
تعالي.. فليس لديكِ مكانٌ..
ليس يليقُ بكِ.. الرحيلُ.. والسفر..
لعلاقتنا.. وهي المعذبةُ مثل فلسطين..
مثل.. بلدي الذي اغتيل..
لي حبكِ.. ولك.. الشعر..
لي عينيكِ البندقيتين.. لكِ..
لا شيء يعبر..ا
حرية الحزن.. أنتِ..
خالقةُ المستحيل.. الخروجُ من المنفى..
تعالي أميرةً.. كقرنفلة..
مدللةً.. كا سندريلا..
لستُ شاعراً كي أقول.. خرجتُ من دمشقَ..
أعبرُ المدن والقرى..
لكني عبرتُ من عينيكِ..
فاتسع المدى..
خذيني معكِ.. كي أكون صلباً كالحجر..
كي أرد ما ضاع مني..
خذيني كي أعود.. هادئاً..
كالليلِ… فوق البحر..

…………………….
كيف تريدينَ أن أقولها..
كيف أقنعُ عينيكِ.. أنني عاشقاً لهما..
أحبكِ إلى نهاية العمر..
أحبكِ في الثامن.. والتاسع.. والعاشر.. من ديسمبر..
مضى هذا العام..
وبعده سيمضي.. عام..
وعمري معكِ.. يمشي نحو الأزل..

….
أتعلمين بعد سنةٍ ونصف..
ماذا حل بي..
لم أجد باباً كي أخرج منهُ إليكِ..
لم أجد حلاً كي أتقرب منكِ..
لا حظً لي معكِ..
ومنكِ لا مفر..
لا زمن أعبرُ منه إلى الخلاص..
لا وقتَ اليوم للعودةِ الى الصفر..
حاجتي إليكِ.. كحاجة الكون.. لنور الشمس..
للقمر.. لدورانِ الأرض..
للريح.. للمطر..
فما المصير..
لحبكِ الذي على طرقات الحياة.. تعثر..
وذنبي الكبير الذي لا يُغتفر..
….
اليوم أعترفُ أنني تعبت..
تعبتُ منكِ.. من شدةِ القهر..
رغماً عني استسلمت..
……..

كبرتُ عمراً في لحظة..
كم كبرتُ لا أعلم..
كبرتُ ثلاثة أعوام..
كبرتُ ثلاثة أحرف.. عجوزاً يرتدي.. ستائر الظلام..
كم أخطأتُ حين قلت.. أنتِ استثناء..
أنتِ آخرُ المشوار..
أشعرُ أننا لن نفترق أبداً..
لكننا نعيشُ غرباء..
أنتِ لكِ حياتكِ..
وأنا لي آخرُ ما تبق.. منكِ..
أنني حتماً.. سأنتظر.. الأمل..
و أسيرُ منكِ إلى الأزل.

قلم شاعر الطبيعة الوجودية علي سليمان..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى