هدى
محمد دبدوب | سوريا
بالأمسِ كُنّا هائمــَينِ بلا هدى
نرنـو إلى أملٍ سيأتي مُنجدا
///
بالأمس كنّا خاليــينِ وهمُّنا
يا مُنيتي أن نرتجي رجعَ الصّدى
///
بالأمس كنّا، والتقينا فانتـشى
ليلُ المحبّـة والأزاهيرَ ارتدى
///
وغدوتِ يا حُبّي خُلاصةَ بهـجتي
أضحيتِ نوراً أمّ قلبي والمدى
///
وغدوتِ إرهاصي وإكسـيرَ الهوى
وشـذا النُّسيماتِ المُضمّخِ والنّدى
///
وغدوتِ كُلّي، إنـني ما عدْتُ في
عمري أُريدُ سِواكِ يا نور الهدى
///
قلبي تحوّلَ في لقائـك هائماً
صبّاً ومـوّالَ السّعادةِ أنشدا
///
وغدا ديارَكِ يا حبيـبةُ وانتهى
قي مُقلتيكِ الشّـوقُ، والعشق ابتدا
///
حين التقيتُكِ كم فرِحـتُ وكم بدا
من مُقلتـيك الحبُّ حُرّاً ،سيّدا
///
وتعالتِ الألحانُ في مرجِ الهوى
كم عاشِ قلبي قبل ذاك مُقيّدا
///
وتوالتِ النّظراتُ تــروي قِصّةً
فيـها هوانا قد سما مُتوحّدا
///
وسألتِ في غنجٍ وطِيْبٍ سـاحرٍ
عمّا إذا حضــّرْتُ شِعراً جيّدا
///
وضحكتِ حين أشـرتُ أنّ جوارحي
وقصيـدتي لكِ دون إبطاءٍ فِدى
///
لمّا ضحكتِ هوا فؤادي عابداً
ربّ الجمَالِ،وبالصّـفـــاءِ تزوّدا
///
لمّا ضحكتِ همى فؤادي عاشـقاً
لمّا أتاهُ بريقُ ثــغركِ موردا
///
وغدتْ معالمُ حبّي الصّافي على
وجهي الذي حينَ ابتـسمتِ تورّدا
///
يا حلوتي إنْ كنتُ فِعلاً شـاكراً
أحداً فلله ابتــهالي سرمدا
///
فهو الذي دلّ الفـــؤادَ على هوىً
وعلى حبيـبٍ بالجَمالِ تفرّدا
///
يا غادتي أنتِ ابتهالٌ مُجتبىً
أرساهُ ربّي في الجَنـانِ مُخلّدا
///
أنتِ التي في “اللوح” كانتْ قِسمتي
عهداً على مرّ العصــورِ تجدّدا
///
أنت التي في القلـب صار رياضُها
وإذا ابتـعدْتِ عن الرّياض تمرّدا
///
أنت التي لو تأمريـني بالرّدى
أقـلْتُ، أو تهدي فؤادي لاهتدى
///
أنت التي لو شئتِ شمساً أقبـلتْ
أو شئتِ طيراً في السّماءِ لَغرّدا
///
أنت التي خُلقَ الغَـرامُ لأجلِها
وسبيتِ بالحُسْنِ المُبينِ “محمّدا”