أدب

وهم المكان

قصة قصيرة

 زيد الطهراوي | كاتب من الأردن

   هو لا يريد إيذاءك، وهذا الذي في عقلك مجرد وهم سمحت له أن يتمدد ليتلاعب بك، ثم إنك تراقب الشاب؛ ها هو ذا في مطبخ بيته؛ إنه يريد أن يشعل النار ليعد فنجان قهوته، ظننته يشعلها ليفجر المكان بنفسه وبمن حوله.
إنه يمسك السكين ليقطع الخيار دوائر ليأكله وظننته يريد أن يهجم عليك وعلى الناس.. إنه صامت يتأمل لأنه وحيد غارق في ذكرياته وهو في غربته وظننته يفكر في طريقة ينتقم بها منك و من البشرية جمعاء
وبعد مراقبة لا ينبغي لك أن ترضاها لنفسك تهافتت عليك الأحزان وأصبح تنفسك مقلقاً وضربت بقدميك ويديك على الأرض والطاولة وركضت إلى في غرفتك تريد أن تفعل شيئا.
وحين وقعت عيناك على الهاتف أسرعت لتتصل بالشرطة التي جاءتك بعد قليل فتحدث الضابط معك كما يتحدث الأب مع ابنه: إنه ليس إرهابياً فقلت له: والنار التي أشعلها والسكين التي حملها فقال لك: إنه في مطبخ بيته
ودعك الضابط وهو يبتسم قائلا: نم في أمان فلا صحة لما تظنه أو ارحل إلى مكان آخر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى