لا شيء
ريناس إنجيم | طرابلس – ليبيا
لا شيء هذا الصباح
سوى تحرش الضوء بخد السنابل
و مضاجعة النهر لوجوه الحسناوات.
لا شيء
فقط رائحة القهوة
التي صارت عادة يومية
حتى إن الحروف لم تعد تلقي لها بالا
و تمرد المزاج عليها والتحرر من سطوتها.
أيضا رائحة خبز أمي انقرضت
و صار التنور مجرد مأوى للفئران
لاشيء
سحابات سجائر أبي
التي كنت أبغضها صارت حلما
أرسم عليه ذكرياتي
و جدارا يفصل بين صباحاتي
لاشيء
صديقتي التي لا تنفك تشكو وتتذمر
أصابها الزهايمر
أدق يوميا على هاتفها
أسمع منها تفاصيل ماضينا بدقة متناهية
أغلق سماعة هاتفي وأنا مفعمة بالماضي
كانت جرعة لا بأس بها كي استجمعني
لا شيء
رَجُلي الذي كان يسابق الصباح كي يقبلني
يبدو أن السهر أضاع بوصلة صباحه
وصرت أكابد مر الانتظار
كـ قطة بجانب مدفأة في ليل شتوي طويل العمر
لا شيء..
صباح يشبه الليل
بارد
معتم
مفخخ بالحنين
مشتعل بالحكايا
يعج بالوحدة المفرطة
لاشيء
فقط أنا وكوب شاي أخضر
في حديقة منزلي
أتمرجح ذهابا وإيابا
أرمي فتات حلمي
ذكرياتي
تنهشها كلاب الفقد
لم تعد ذات قيمة
لا شيء..
فقط تفاصيل صغيرة
لم تُعرها الذاكرة أية أهمية
لكنها ملأت صباحي شغفا
وجعلتني أتهور
أضحك بصوت عال
على خيبات قصائدي
التي صارت شاهدا علينا
وأمضي بمحاذاة يومي
أهش خذلاني بـ عصا غيابك.