خلف التل الهش

كانت تختبئ خلف تلٍ هش
تحاول نزع زجاج تكسر
واخترق روحها ذات مساء بعيد
أو هكذا شعرت بذاك المساء بعيد
فالزمن ينطوي ويمتد حسب جراحنا
محال أن يكون ذاك النزف بهذا القرب
أو يكون جرحها الغائر فيها عمره في قائمة الوقت
ربما ساعات
محمومة لحظتها بصنوف الآه
وذاكرة الجمر لا تكف عن نبش الرماد
استنفر طاقتي فتهرب
وتسلمني لثقاب لسؤال
بينما كل الاجابات تشتعل على أعمدة دهشتي
كيف تناثرت كل تلك الكسور في داخلي
أنا التي لا تحتمل الفوضى والكركبة
كيف احتملت أن أخطو بتلك الشروخ
وأدعي الثبات
حين أنا ركام المنافي
وصلصلة النضوب
مازالت تختبئ خلف تلها الهش
ومازالت تحاول نزع الشظايا المغروسة بالوتين
تلملم نبضها العاري من ظلال حلم غادرها على عجل
غير عابيء بقسوة ريح زلزلتها
أفقدتها الاتزان
ففقدت ذاكرة الوقت
ولم تعِ متى وكيف أصابها الجرح
أظنها الليلة بعد الألف والنزف يستهلكه
يحيلها ذكرى لغيمة توارت في سحب اللهب
لموجة تبرأت منها الشواطئ فدوّت صرخة بالأفق
لطائر فقد جناحية في عراك وهمي
يحيلها لأي شيئ غيرها
شيئ هش
كذاك التل الذي مازالت
تختبئ خلفه !!

#منى_عثمان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى