أدب

يا منحة المولى وجنة حبّه

شعر: بسام اليافعي

الـحب أنتِ وكـل مـن أحببتـهم
لا يبلغـوا عُشــرا على الميثـــاق

***

والروح أنتِ إذا الجميع تنافسوا
في القلب وازدحمتْ بهم أعماقي

***

منكِ أستـمد الـحبُ كلَ جــــلاله
وصفــــائه و الــــرونق البــــرَّاق

***

وشربتُ منكِ الحبَ عَذْبَاً قبل ما
تتعـــــرف الدنيا عـلى أخـــــلاقي

***

وَنَمَــوْتُ في كـنفِ الحنانِ مـُدلالا
حتـى ارتـوى عُــوْدِي به وسيـــاقي

***

وخـرجتُ أبكــي حســـرةً لما رأتْ
عينــــايَ أنـَّي قـد فقــدتُ مسـاقي

***

وظننتُ أنَّـي قـد خـرجتُ مشــردا
لأعـيش وحــدي قصـــة الإخفــاق

***

فضممتِنِي حتـى ملأتِ جــوانحـي
أمْنَاً ودبَّتْ بالـحيـا أعـــــــراقــي

***

وسمعتُ قلبك مُـرْهقاً يوحــي إلـى
قلبــــي بأنَّكِ ما أردتِ فـــــراقـي

***

لـــــكنَّها سُــنُن الحيــــــاة ومـالنا
فيهــا ســـوى الإيمان بالخـــــلاَّق

***

وعلمتُ أنَّكِ مـا أردتِ وإنْ يكـــن
فلسوف تبقــيْ في الحياة الساقي

***

ولســوف تبقيْ جنَّة الفـــردوس في
عمري وتبقــي بلسمـي والراقـــي

***

لن تتركي الأوهــام تقتـل طالعـي
أو تـستبـدَّ بحــــزنها أحــــــداقـي

***

لن تسمحــي للخــوف يعبثُ تاركـا
طُــرُقِـي قبـــورا أو دُجــىً آفــاقـي

***

وسكبتِ فـي قلبــي السلام بـقبلةٍ
فتنسنستْ بنسيــمه أوراقـــــي

***

وســرى علـى غصنـي الهزيل مُربِتا
حتــى اطمئــنَّ بدفـئه الدفــــاق

***

وفرشتِ حضنكِ بالحنــان فلملمتْ
رحمــاته طفـــــلاً مـن الأشـــواق

***

حتـى قــوى وأشتـدَّ عـــــودُ نباتـه
بــربيعـك المتــــواصل الإغــداق

***

وزكـتْ ثمـار الحـب فـوق غصـــونه
وتمايلتْ بمكـــــارم الأخــــــــلاق

***

وغـدا على طـول السنين وعــرضها
عطـــــرا يفــــوح كــمعدن ٍ بـــرَّاق

***

وعصــرتِ مـن مُــرِّ الحيـاة لأرتـوي
منهـا الرحيـــق وما اشتهتْ أذواقي

***

ولـــكم ركبتِ المستـحيل لــتصنعـي
عيشـا لـطفلكِ فـي المقــام الــراقـي

***

ولـــكم جمعتِ مـن السهـــاد لـنومه
مهـــدا وكـم لملمتِ مـن رقــــــراق

***

ولكم لـراحتـه المحـال إذا اشتكـي
قاتلتِ حتــــى جئتِ بالتـــــرياق

***

حتـــى ولــو كـانت حياتك بـلسـما
لأنينــهِ لـبذلتِ كالـمشتـــــاق

***

فبـمـا أردُّ لـكِ الــذي قَـدَّمْتـِـهِ
وبـمـا أكافــــؤك الجـــزا بـوفاقـي

***

يا منحـــة المـــــولـى وجـنَّة حُــبِّه
فـي الأرض يـابـاب الـنعيــم الـباقي

***

إنْ كـان عمـــريَ بالجـــزاءِ ولـيتــه
يكفــي لـمـا قصَّـــرْتُ فـي الإنفـــاق

***

فلكِ الحيــاة وكـــل مـا فيهـا ومـا
لـغلاكِ مـن غـالٍ علـى الإطــلاق

***

فجــــزاكِ رب الـعـالميـــــن بجنّةٍ
وسعـــادة الدارين باستـحقـــاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى