هناك فيما يقال حكاية

يحيى السداوي | كاتب وناقد عراقي

 

لو رجعنا الى البداية فسيبدو الأمر واقعيا أكثر من حيث (ان كل ما نقوله من كلام يصبح قصداً إذا ما أخرجنا الإيقاع أو الموسيقى من النثر).

لذا ليس كل ادعاء بعدم إتيان نسق معين كالإيقاع، في النثر كما يدعي البعض بخارج عن القصد، فالتفسير المنطقي ظاهرياً او انطباعياً في تيهان لمتلقي بين مقاربتين الآتيتين.

– الأولى/ هل الذي أسمعه شعر نثري أم نثر شعري؟

– الثانية/ هل الذي أسمعه قصد نثري أم نثر قصدي؟

هذا على فرض واقعية ادعاء إن النثر لا يحتاج إلى نسق او إيقاع أو موسيقى، والواضح من الأوجه الاربعة المتقاربة في هذين التساؤلين الأدوات المستعملة في إيضاح النثر هما (القصدية والشعرية).

ويستدل في معرفة الناثر والشاعر ونتاج كل منهما بجوابين إثنين فقط.

الأول/ من كان كاتبا نثرياً فهو قاصداً للنثر حين ذاك يصبح ناثراً وكل كتابته تسمى نثراً.

الثاني/ من كان كاتباً شعرياً فهو متلمساً للشعر وهائماً فيه فهو شاعراً وكتابته تسمى شعرا.

وعليه لا يجدر بالكاتب من النوعين خلط المفاهيم ببعضها وتمييع المسميات ببعضها وإن كان الشعر غير موزونا او ذا تفعيلة او حتى كلاماً شعرياً ولنا في هذا مثال ففي قصيدة المطر للسياب يقول

(أصيح بالخليج يا خليج ويرجع الصدى)

ويقول (ما مر عام على العراق وليس فيه جوع)

الأولى قصدية وموسيقية عالية، والثانية كلام جميل وهي جملة اعتيادية، مع العلم إن موضوع القصيدة متماسك فهل نقول إن الجملتين شعراً، إذا ما فصلنا الجملتين من قصيدة المطر هكذا لوحدهما؟

لذا من المهم جداً ان يقال عن النثر نثراً وعن الشعر شعراً وكل هذه الأنواع الأدبية تصب في ثقافتنا ووعينا الحالي والمستقبلي.

ملاحظة: يراجع مقدمة كتاب قصيدة النثر سوزان برنار. ثم يراجع قصيدة المطر للشاعر بدر شاكر السياب .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى