سوالف حريم.. ودّعوا الحياة الدّنيا فرحين
حلوة زحايكة | القدس
ومن الأمور التي لفتت انتباهي وأنا برفقة المرحومة والدتي في مستشفى هداسا، هو هذا الاهتمام الجميل بالمرضى المسّنين العجزة، فمن يستطيع منهم الحركة أو يعي ما يدور حوله، فإنّهم يخصّصون له ساعات رياضة وترفيه، فهناك قاعة مجهّزة بمختلف الآلات الرّياضية للقيام بالعلاج الطبيعيّ للمسنّين على أيدي مختصّات ومختصّين، ليساعدوهم على الحركة الدّائمة كي لا يقعوا في براثن العجز الكامل، وبما أنّ “على هذه الأرض ما يستحق الحياة” على رأي الرّاحل العظيم محمود درويش، فقد أعجبت بما رأيته في ذلك اليوم، عندما أحضروا لكلّ مريض مسنّ مزهريّة فخّاريّة ليزرع فيها بيديه شتلة فلفل أو خسّ، وليكتب اسمه عليها بقلم “فولو ماستر”ذي الخطّ العريض، ولتبقى المزّهريّة للزّينة في ردهات المستشفى، وكأنّها تحفظ اسم من كتب اسمه عليها، وقد لاحظت سعادة المسنّات والمسنّين العجزة بهذا العمل، دون أن يفلسفوا الحكمة التي تقف وراءه.
وهنا تذكّرت ما رأيته في قسم الأطفال المرضى بالسّرطان في مستشفى هداسا عين كارم، حيث يعمل معهم فنّانات وفنّانون تشكيليّون، ليرسموا وإيّاهم، كما يستضيفون مغنّين وموسيقيّين وممثّلين ليعزفوا ويغنّوا ويمثّلوا صحبة الأطفال المرضى، الذين ترتسم البسمة على وجوههم.