أدباء يناقشون “بوبي وبوسي” في اليوم السابع” مع الكاتبة المقدسية ديمة جمعة السمان
القدس | خاص
ناقشت ندوة اليوم السّابع المقدسية الثقافية الأسبوعية قصة الأطفال ” بوبي وبوسي” للأديبة ديمة جمعة السّمان عبر تقنية زوم، وشارك في الندوة نخبة من الأدباء والكتّاب. و أدار الندوة الأديب جميل السلحوت الذي قال: القصّة هي الإصدار الأوّل الموجّه للأطفال الذي تنشره الأديبة ديمة جمعة السّمان، التي عرفناها كروائيّة. وبالتّأكيد ستتبعها قصص أخرى للأطفال وروايات للفتيات والفتيان… سيلاحظ قارئ القصّة أنّ الكاتبة لجأت فيها للكتابة عن عالم الحيوان، وهذا ما يلفت انتباه الأطفال ويجذبهم لقراءتها، خصوصا وأنّها اعتمدت على الخيال… فـ “بوبي” اسم لكلب تمتلكه الطفلة بيان، و”بوسي” قطّة يمتلكها الطّفل هاني.
واختيار الأديبة السّمّان للقطّة والكلب لم يكن صدفة أو عفويّا، فمن المعروف أنّ هناك عداءً فطريّا بين الكلاب والقطط بسبب سوء الفهم بين النّوعين، والنّاتج عن حركة فُطرا عليها، فمن عادة الكلاب أن تهزّ أذيالها -جمع ذيل- عندما تفرح، بينما عادة القطط أن تهزّ أذيالها عندما تغضب، وعندما يرى الكلب قطّا يفرح لذلك فيهزّ ذيله، وكذلك القطّ يفرح برؤية الكلب، وعندما يهزّ الكلب ذيله فرحا برؤيته للقط، فإنّ القطّ يموء غاضبا ظنّا منه أنّ الكلب سيهاجمه، وهنا تقع المشكلة.
ولإزالة سوء الفهم هذا بين القطّة “بوسي” والكلب “بوبي” فقد أبدعت لنا الكاتبة قصّة خرافيّة جميلة ومسليّة، وذلك عندما ذهبت بيان وكلبها “بوبي” وهاني وقطّته “بوسي” للإستجمام على شاطئ البحر، وأوشكت بيان على الغرق، فانتبه لها الكلب “بوبي” ولفت انتباه صاحبه هاني لذلك، فقفز إلى البحر وأنقذها، وهذا أثار إعجاب “بوسي وبوبي” فبدأت الألفة بينهما رغم مخاوفهما. وعندما تكرّرت رحلة الإستجمام مرّة أخرى، وقدّمت بيان وهاني وجبة طعام لكلّ من “بوبي وبوسي” في مطعم للكلاب، ثمّ ذهبوا جميعهم إلى مطعم للبشر حيث تناول هاني وبيان وجبة طعامهما، ازداد التّعارف بين “بوسي وبوبي” انتهت مخاوف كلّ منهما من الآخر، وصار كلّ منهما يألف الآخر.
الهدف: تهدف القصّة إلى تعليم الأطفال المحبّة والتّسامح مع الآخرين بغضّ النّظر عن أعراقهم وأصولهم، وألا يكون هناك عداء مبنيّ على المظاهر بعيدا عن الحقائق، وأنّ الإنسان بالتّجربة يعرف عدوّه من صديقه..
الأسلوب واللغة: لجأت الكاتبة إلى أسلوب السّرد الإنسيابي، والخيال الذي يتقبّله الأطفال، خصوصا وأنّه مشبع بعنصر التّشويق، واللغة الفصحى بكلمات سهلة ومناسبة للأطفال… والرّسومات والتّصميم والإخراج جيدة وتناسب النّص.
وقال د. عزالدين أبو ميزر: قراءة في قصة بوبي وبوسي للكاتبة السيدة ديمة السمان، والتي تكتب الرواية للكبار، ولأول مرة هي تكتب للأطفال هذه القصة بعنوان: بوبي وبوسي، وليس هاني وبيان، فقد جرت العادة أن تكون قصص الأطفال على لسان الحيوانات، ربما لحب الأطفال للحيوانات مع أن الأمر فيه شك كبير، وكنت أفضل لو كانت القصة بعنوان: هاني وبيان لربما تكون اوقع في قلوب الأطفال ونخرج من هذا التقليد. بوبي هو اسم الكلب الذي كانت تقتنيه الطفلة بيان وتحبه كثيرا، وبوسي هي قطة يقتنيها ويدللها ويعتني بها هاني. هذه القصة، والمزينة بالصور الجميلة التي ترافق أحداث قصتنا والتي تحمل أروع المعاني والتوجيهات التربوية والأخلاقية والانسانية، وهي معان سامية يجب أن يتصف بها كل شعوب الأرض جميعا وهي موجودة وتختلف من شعب لآخر. مؤلفة قصتنا أنطقت الكلب والقطة، بمفاهيم معينة أرادت إيصالها الى عقول الأطفال لتنغرس في عقولهم من الصغر وتنشأ معهم مع الكبر. القصة تصلح لهذا الجيل في كل زمان وكل مكان، لما تحمله من مبادىء وأهداف تربوية وتعليمية في الحب والمساعدة والرأفة بالانسان والحيوان، والرقي بالمعاني السامية وتثبيتها في العقول من الصغر، بلغة عربية بسيطة ومفهومة وتؤدي ما رصدت له الكاتبة من أهداف تريد الوصول بها إلى ذهن الطفل، على ألسنة شخوص قصتها من انسان وحيوان، وبشكل مقبول. إلا حكاية أن للطفل هاني سيارة يسوقها ويتجول بها ويرتاد المطعم وشاطىء البحر بها، فهو خيال علمي قد يتحقق في المستقبل إن شاء الله…أهنّىء الكاتبة التي خاضت غمار هذا المضمار لأول مرّة بنجاح تجربتها، لأن الكتابة للأطفال ليست بالأمر الهيّن ولا السهل، ويحتاج لبذل جهد كبير حتى يصل لمبتغاه وبشكل صحيح. مبارك للكاتبة هذا الاصدار، والى مزيد من العطاء والإبداع والتألّق.
وقال سامي قرّة: ما لفت انتباهي في قصة بوسي وبوبي الجميلة للكاتبة المقدسية المتميزة الأستاذة ديمة جمعة السمان هو الأسلوب السردي المباشر الذي من وجهة نظري يتبع منطقًا حسابيًا مبنيًا بدقة، وبسببه نجد أن القصة تتمتع بهندسة بنائية جميلة. سأحاول فيما يلي تشريح النهج السردي القصصي كما هو في القصة وتوضيح أهميته لكن باختصار شديد.
عندما يكتب المؤلف قصة ما فإنه يختار شخصًا يروي من خلاله أحداث القصة وهذا الشخص يُعرف باسم الراوي، وعندما نتحدث عن الراوي لا يعني هذا بالضرورة أننا نتحدث عن الكاتب. نرى في قصة بوسي وبوبي أن الراوي أثناء سرده للحبكة يتبع نهجًا خطيًا، أي أن القصة لها بداية ولها وسط ولها نهاية أي مثل الخط الذي له بداية وله نهاية. تتكون الحبكة السردية في القصة من العرض أو التمهيد، والصراع، والعقدة ثم الحل.
في بداية القصة، أي التمهيد، يقدّم الراوي شخصيات القصة وهي تجمع ما بين شخصيات إنسانية وشخصيات حيوانية. ثم ينقلنا بعد ذلك إلى العلاقة التي تنشأ بين بيان وهاني بعد حدث السباحة. وفي هذا الحدث نلاحظ مدى تعلق الكلب بوبي بصديقته بيان إذ يخاف عليها من الغرق فينادي هاني لإنقاذها. وبعد هذا الحدث في النهاية ينقلنا الراوي إلى حدثين آخرين هما أولا الذهاب في نزهة (الذي لم تتحقق بسبب بوسي وبوبي) والذهاب إلى المطعم.
نرى أن القصة قائمة على ما يمكن أن نسميه بالسرد المتوازي والذي نراه أيضًا في ثنائية الشخصيات أي أن هناك بوسي بموازاة بوبي وهناك بيان بموازاة هاني. يمكننا التحدث عن الأسلوب السردي على مستوى الفقرة وعلى مستوى الجملة. إذا نظرنا إلى الصفحتين 3 و4 مثلا نرى أن الراوي يستخدم إلى حد كبير نفس الأسلوب السردي في تقديم كل من بوبي وبوسي فنقول أن النصين متوازيان. سأقدم مثالا واحدًا على مستوى الفقرة:
يقول الراوي عند تقديم بوبي: بوبي كلب صغير أليف لطيف، لونه أبيض، عيناه سوداوان، يعيش مع صديقته بيان في بيت صغير يطل على البحيرة.
ويقول عند تقديم بوسي: بوسي قطة لطيفة وجميلة، لونها أشقر، عيناها زرقاوانـ تعيش مع صديقها هاني في بيت صغير بجانب بيت بيان.
نرى في هذين المثالين أن التركيبة اللغوية للنص متشابهة تمامًا في الفقرتين. وهذا ما نراه في بقية القصة (أنظر على سبيل المثال الصفحتين 11 و12).
وإذا أمعنا النظر في تراكيب الجمل أيضًا نرى أنها تتبع نفس الترتيب: الجمل في معظمها جمل فعلية تتبع الترتيب التالي: فعل يتبعه فاعل ثم مفعول به. ومثال ذلك: قفز بوبي على ركبة هاني (8)؛ رفض بوبي الخروج (9)؛ شعر بوبي باستياء (9)؛ ضحكت بيان (11)؛ أخذت بوسي تموء (12)؛ وهكذا. من الجدير ذكره أن استخدام هذه التركيب في الجمل في قصص الأطفال مفيد جدًا لأن الأطفال عندما يبدؤون بالكلام فهم يبدؤون باستخدام الجمل البسيطة غير المعقدة، ولذلك فاللغة المستخدمة في القصة هي أقرب إلى لغة الأطفال مما يساعدهم على استيعابها وفهمها بشكل أفضل.
ما أهمية مثل هذا الأسلوب السردي؟ هنالك عدة فوائد أذكر منها ما يلي:
- السهولة في سرد القصة وتقديم الأحداث بشكل منطقي مبني على السبب والنتيجة. مثلا بوبي يحب بيان لأنها تعتني بها؛ بوبي يخاف لأن بيان على وشك الغرق؛ يقفز هاني في البحيرة كي ينقذ بيان؛ لا تذهب بوسي في نزهة لأنها تخاف بوبي؛ وهكذا.
- يخلق الأسلوب السردي المستخدم رتابة تساعد القارئ الطفل على تتبع ما يحدث بسهولة ويسر، كما يساعده على تصور ما يحدث وأيضًا على رسم الشخصيات في خياله وعقله. وتجدر الإشارة إلى أن مثل هذه الرتابة تحتوي أيضًا على موسيقى صوتية يسمعها الطفل عند قراءة القصة بصوت مسموع مما يسهل عليه تذكر ما يحدث.
- يساعد الأسلوب السردي المستخدم على تصوير الشخصيات والأحداث بوضوح أكبر. فنحن لا نعلم فقط ما يحدث بل ندخل في ذهن الشخصيات فنعرف ما يفكرون به وما يشعرون به ونوعية العلاقات بينهم، وما إلى ذلك.
- يفرض علينا الحديث عن السرد الحديث عن الراوي ايضًا الذي نرى جميع ما يحدث من وجهة نظره. هو راو خارج عن النص أي أنه لا يشارك بالأحداث إنما يسردها علينا ومن الواضح أنه راو عليم يعلم بكل ما يحدث ويعرف الشخصيات جيدًا. ويبدو أنه مرافق لبيان وهاني وكأنه على علاقة جيدة بهما. فعندما نقرأ جملة مثل: “فضحكت بيان من موقف بوبي” (11) نشعر وكأن الراوي موجود مع بيان ويشاهد ما يحدث. فالراوي قريب جدا من الشخصيات والحدث. فمن هو أو هي؟ لا توجد أي إشاري مباشرة أو غير مباشرة عن جنس الراوي فقد يكون راو أو راوية. وليس هناك أي إشارة تدل على سن الراوي: فقد يكون بالغ يتحدث بلغة سهلة يفهمها الطفل أو قد يكون طفل آخر هو أحد أصدقاء أو صديقات هاني وبيان ويسرد لنا تجربة حياتية عاشها مع بيان وهاني.
ملاحظة أخيرة: يمكن لقصص الأطفال أو قصص البالغين أن تكون إما مغلقة أو مفتوحة. والقصة المغلقة هي التي تحمل معنى واحد ولا تسمح بتعدد الآراء والتحليلات بشأنها. أمّا القصة المفتوحة فهي عكس ذلك. وعلى الرغم من أن قصة بوسي وبوبي تتحدث عن مواضيع هامة تخص الطفل وتنشئته مثل الصداقة والعون ومحبة الحيوان إلا أنه يمكننا النظر لها من ناحية الجندر على أنها تعزز مفهوم نمطي يسود المجتمع العربي وهو أن البنت ضعيفة ودائمًا بحاجة إلى من ينقذها. وهذا ما نراه في القصة، فبيان لا تعرف السباحة ومع ذلك تنزل إلى البحيرة وتكاد تغرق، وفجأة يظهر بطلها بيان وينقذها. وهذا الضعف الأنثوي نراه أيضًا في شخصية بوسي (وهذا الاسم فيه من أنوثة كبيرة) التي تخاف بوبي الكلب الذكر. تُرى هل ستتغير رؤيتنا للقصة لو أن الولد هاني هو من يحتاج لمساعدة فتساعده الفتاة بيان؟ وهل ستتغير رؤيتنا للقصة لو خاف الكلب من بوسي وليس العكس (على الرغم من أن هذه الجزئية لا تعكس الواقع الحقيقي)؟
وقالت رفيقة عثمان: تحتوي قصة بوبي وبوسي للأديبة ديمة السّمان على عدّة أهداف تربويّة، منها عدم التمسك بالفكرة المُسبقة، والحكم على الآخرين من خلالها؛ كذلك غرس صفة التسامح مع الآخرين، علاقة الإنسان مع الحيوان والإخلاص من قبل الحيوان لخدمة الإنسان. إعطاء قيمة للصداقة بين الإنسان وأخيه الإنسان، وبين الحيوانات نفسها.
- اختارت الكاتبة أبطال القصّة، من الحيوانات والأشخاص، جعلت الكاتبة العلاقة وديّة بين الأبطال.، هذا الدّمج بين الطرفين جيّد للتفاعل بين الشّخصيّات. حبّذا لو توفّر الحوار بين الشّخصيّات المختلفة.
- رِضى القطّة عن الكلب صار بعد تناول الطّعام مع لعض، هذه النتيجة غير مقنعة تربويّا، حبّذا لو كان الرضى بعد عمل بطولي قام به الكلب على مرأى من القّطّة، كأن ينقذ الكلب بوبي بيان من الغرق، أو مساعدة النّاس وهكذا.
- زمن ومكان القصّة غير مذكورين، ربّما قصدت الكاتبة؛ لتكون القصة سارية لكل زمان ومكان.
- لغة القصّة وألفاظها سهلة جدّا، تحاكي مستوى الأطفال.
- القصّة تحتوي على عاطفة حزينة، وعاطفة مفرحة، وهي من أساسيّات القصّة.
- هذه القصّة تحتمل الرّمزيّة، يُمكن تفسيرها لأجيال أكبر سنّا.
وقالت نزهة أيو غوش: هناك عدّة قيم تربوية واجتماعيّة ضمّنتها الكاتبة في قصّتها: الرّفق بالحيوان والعناية به جيّدشا حيث اعتنت .بيان بصديقها الكلب، بوبي، كذلك فعل هاني مع القطّة بوسي؛ من حيث الغذاء، وزيارة البيطري وتناول التّطعيم؛ حفاظا عليها وعلى صديقيهما بيان وهاني.
هناك قيمة تعليميّة وارشادية اجتماعيّة تغذّي ذهن الطّفل وتنبّهه على البحث عن الحلول في حلّ المشاكل الّتي تقع بين الأفراد، مثل النّفور الّذي حدث بين القطّة والكلب، وكيف اتّفق هاني مع بيان أن يجلسا معا لحلّ المشكلة القائمة بينهما وموضوع الغيرة الحاصلة بينهما وبالتّالي السّلوك النّاتج عن ذلك، مثل الخوف الّذي تملّك القطّة، وكره الكلب لها.
في قصّة الكاتبة السّمان برزت أهميّة الصّداقة بين الافراد، حيث عنيت الكاتبة بأن تربط ما بين القطّة والكلب صداقة قويّة، وأظهرت كم هي قويّة الصّداقة ما بين الشخصيّتين هاني، وبيان وبين الحيوان والانسان، إِذ كانت زيارتهم للبحر معا، وتناولوا الغذاء خارج البيت والاستجمام واللعب.
في قصّة بوبي وبوسي أظهرت الكاتبة بعض الحركات الحيوانيّة مثل الّتي تعبّر فيها عن مشاعرها، أو أن توصل رسالتها للإنسان، مثل حركات الكلب بوبي بذيله؛ كي يلفت انتباه صديقه؛ من أجل أن يقدم على انقاذ صديقته بيان من الغرق في البحيرة؛ كذلك ظاهرة الاختباء خلف الأشياء مثلما فعلت القطّة بوسي.
لغة القصّة مباشرة وسلسة تسهل على الطّفل قراءتها وفهمها؛ كان من الأفضل لو تضمّنت أُسلوب الحوار.
المكان هو البحيرة وشاطئها، ولم يحدّد فيه أيّ مدينة أو بلدة فالمكان عام وليس خاص، لكنّي أرى أن وجود الأمواج يكون في البحر وليس في البحيرة؛ حيث ذكرت الكاتبة أن بيان قد اختفت بين الأمواج.
رافقت فقرات القصّة رسومات معبّرة بألوان زاهية وجميلة تبهج الأطفال.
لقد أغفلت الكاتبة في قصّتها ميّزة مهمّة تتوفّر في شخصيّة الكلب، وهي قدرته ومهارته الكبيرة على السباحة، هنا من المكن أن يتساءل القارئ: لماذا لم يقدم الكلب نفسه على انقاذ صديقته، وإِنّما لجا إِلى الحيل مثل شد قميص هاني وتحريك ذيله، وقد أظهر اهتماما كبيرا؛ من أجل الانقاذ. ماذا عن الزّمن الضّائع في صنع الحيل بينما هو قادر على السباحة وانقاذ انسان في حالة غرق؟
وقالت دولت الجنيدي:
قصة بوبي وبوسي للأديبة ديمة جمعة السّمان قصة جميلة، كتبت بلغة سهلة يفهمها الاطفال الصغار، رسوماتها جميلة ومعبرة تتطابق مع الكلام المكتوب بسرد جميل، الوانها مفرحة للاطفال، عدد شخوصها قليل، بوبي وبيان، وبوسي وهاني، يعيشون في بيتين متجاورين يطلان على البحيرة. مسرح القصة البحيرة وشاطئها، ومطعم حديقة المدينة القصة بكل احداثها هي للأطفال الصغار. يتعلمون منها الرفق بالحيوانات الأليفة والاهتمام بها واطعامها ومداواتها واعطائها التطعيمات اللازمة لها، واخدها في مشاوير للتفسح، ومراعاة مشاعرها عندما تغار من بعضها البعض. وان الكلاب وفية لصاحبها وتدافع عنه عندما يتعرض للاذى. وان القطط تخاف من الكلاب، وإنه يوجد عداء بين القطط والكلاب، لكن عن طريق الاهتمام والتدريب ممكن ان يغيروا من سلوكها وتصبح ودودة مع بعضها . ويتعلمون من القصة أيضا أن يهبُّوا للمساعدة لمن يحتاجها بقدر الامكانيات المتاحة وحسب الاستطاعة كما هب هاني لانقاذ بيان من الغرق . وانه عندما يذهب الاطفال الصغار الى البحر او البحيرة يجب ان ياخذوا معهم شمسية تقيهم من حرارة الشمس، وحقيبة تحوي لوازمهم من ملابس وادوات اللعب بالرمل وكرة وكذلك يجب أن يأخذوا طوق نجاة لمن لا يجيد العوم، وأنه يجب أن يلبسوا الملابس الخاصة للسباحة . ولي بعض الملاحظات: اولا: كيف تذهب طفلة صغيرة للسباحة لوحدها في البحيرة؟ حيث تظهر في الصورة تسبح بطوق مما يدل على انها طفلة صغيرة لا تجيد السباحة، وتتعرض للغرق , وان هاني ينقذها مع انه طفل صغير ايضا . ثانيا: كيف يذهب الجميع بسيارة هاني الطفل الصغير إلى مطعم حديقة المدينة حيث لا يستطيع قانونيا السواقة اذا كان عمره دون الثمانية عشر عاما . عدا عن ذلك فالقصة جميلة وهادفة وألف مبارك الإصدار.
وقالت رائدة أبو صوي:
قصة بوبي وبوسي للأديبة ديمة جمعة السمان تحمل قيم أخلاقية ونفسية واجتماعية باسلوب سلس بسيط . معلومات مررتها الكاتبة للطفل القاريء باسلوب شيق ابطال القصة هاني وكلبه بوبي وبيان وقطتها بوسي وضعت الكاتبة عقدة عدم تقبل الآخر وكيف استطاعت من خلال احداث القصة ان تكسر الحواجز وتمرر فكرة التعايش بسلام من خلال حادث الغرق . من خلال ابطال القصة الكلب والقطة استطاعت ان تجعل العلاقة بينهما طيبة . القصة فيها خيال علمي عندما شطحت الكاتبة بالخيال لتجعل هاني يقود سيارة . من يدري ربما بالمستقبل سنشاهد اطفال يقودون المركبات بالطرقات . أطفال اليوم أذكى مما نتصور . في القصة تأكيد على مفهوم الرفق بالحيوان كيف كانت بيان تهتم بالكلب وكيف كان هاني يهتم بالقطة هذه المعاكسة بان جعلت الكاتبة البطل هاني يهتم بالانثى بوسي والبطلة بيان تهتم بالذكر بوبي . دليل على أن تبادل الادوار في الحياة تمنح هذا التنوع اللطيف . القصة تشجع على اقتناء الحيوانات الأليفة والاهتمام بها من خلال النظافة والاكل والشرب والعلاج وتلقي التطعيمات في عيادات الطب البيطري . الحيوانات الأليفة لها مشاعر وكما تعاملها تعاملك . استطاعت الكاتبة ببساطة التعبير وتناسق العبارات أن تجذب قراء من الاطفال للقصة ومن ضمنهم احفادي بيسان وداهود استمتعوا جدا بالقصة . كل الاحترام والتقدير لاديبتنا المبدعة ديما جمعة السمان على هذا الإصدار .