نصٌّ ولوحة: الطيور البيضاء
محمد السكتاوي – المغرب
الصورة بعدسة الشاعر: تِبرُ الشَّفَق
باكرا فتحت شرفتي
ولحِقتُ بضوء الشمس
المتلألئ في البحيرة الساكنة.
على طريق رحلتي
وجدتُ البَجَعةَ البيضاء
التي أحبَّتْني
وحيدة تنتظرني
لم تعرِفْ يوْما
أني لست تشَايْكُوفسْكِي
ولا أعزف موسيقى البَالِيه
أوْ أكسر البُنْدُقَ للصبايا
ولستُ الأميرُعاشِقَ فاتنة الغابات
سِرْنا مُتبَاعِديْن
على جليد البحيرة
بيْننا فَرْسَخان من زمان
وحين توغَّلْنا في الضَّباب
أخذتْ تخْبط الهواء
بِحَوافي جناحَيْها
وتنْفُض عن ريشها البَلَل
كانت تحاول أن تطير
وفِي عيْنَيْها البُرتقالِيَتين
التمعت زُمُرُّدة خضراء
وأيْنَعَتْ غابة ثلج
بغْثة ًطارت بخفة
واختفتْ بين أعشاب البحيرة
حيْث طيورُ الماء
كنتُ أمسك بآخر شعاع الغروب
لَمْ أبْرَحْ شُرفتي
أصقُل الكلماتِ بِتِبْرِ الشَّفق
وأُجَلِّي المعاني بأسرار الروح
مُشْرعا صدْري للغمام
ليدخلَ إليه العَالَم
وكلُّ الطيورِ البيضاء