أصل الاستبداد
إياد شماسنه | فلسطين
كلُّ الحِكايةِ يا صديقي
أن الرّاقصةَ صارت ستَّ الحيِّ،
والجبلِ ،
والمدينةِ،
ومجلسَ الحالمين.
أسّست معبَداً تُقامُ فيه شعائرُ الدين،
وخيمةً لإفطار ِالصّائمين.
وفي عرسِ الانتخابات تزوَّجتْ
من كرسيِّ الإمارةِ،
ومن الوطنِ المجيد.
فأصبحتْ بحجم الوطن
يقالُ لها: أُمُّ الصّامدين.
والحكاية يا صاحبي،
بدأتْ منذ أيّامِ الفراعين.
كُلّما قامَ في النّاس طفلٌ؛
يحكُم الأرضَ،
سمّوه رب العالمين.
وَجعلوه أحلام العذارى، والسكارى،
والفاتحين.
كلهم باسمه يصنع مُلكا،
وفتحا مبيناً
مسلوبا من الفقراء، والبسطاء، والفلاحين
ويعلن أن البلاد تحتاج أبناءها،
وأن القبورَ تطلب سكانها،
وصار العارفونَ يدرِّبونَ الناس على التغنّي بمجد الحاكمين.
أصبح الإنشاد يا صاحبي
وسيلة من وسائل النجاة، والحياة،
في ظل الراقصين.
والراقصون يا صديقي؛
هم من يفرح عندما ترقص الراقصة؛
في عرسٍ أمام آلاف،
أو مئات آلاف المحكومينِ.