جريمة المعادى و البطولة الزائفة

محمد عبد الباقي – مصر

يقول أوسكار وايلد : كان التمثيل يسعى لمطابقة الواقع فصار الواقع يسعى لمشابهة التمثيل..!!
………….. …………
أمسك بزجاجة “الكولا”

الفارغة وضرب بها – بقوته الطفولية – حافة الحائط فصارت خنجرا ذا ثلاث أسنة قاتلة وإجتهد فى أن يتصنع علامات الشر على وجهه ؛ وهاجم واحدا من “لداته” كان قد تشاجر معه قبل يوم ؛ فتواعدا…
وهكذا قتل ابن السنوات الثمانية جليسه فى حجرة الدرس وشريكه فى مقعد التعلم ولما سئل عن هكذا جريمة قال : أردت أن أكون مثل “البطل” في فيلم “…….”
…………
بينا أصابني شئ من الملل وقدر من شتات التفكير أمسكت بأقرب كتاب وصلت إليه يدى – كيفما إتفق – وأخذت أقلب صحائفه وأضعه وآخذه والنفس لم تزل راغبة عما يفيدها ؛ لحظتئذ ملأت رأتي بهواء أوائل الليل ثم قالت لى نفسي فلترجع إلى “الرائي” ولتبحث عن شئ(قد يفيد) ولعل ذهنك يعاود نشاطه فتعاود أنت قراءتك..
(وكى نطيل المقال قليلا ؛ استرضاء لتعليقات بعض أحبائنا على مقالنا السابق نقول:
وبعد لأي وبحث وتنقيب وجدت جهاز “الحرباء” أو ما يسمونه “جهاز التحكم من بعيد” فهو كائن كثير التفلت لا تكاد تقبضه بيديك حتى يتسرب من جوارك..!! )
أقول رجعت إلى “الرائى” طاعة لنفسي أو شيطانى ، وظللت أقلب عيناي بين “مئين” القنوات ولا أكاد أظفر بفكرة توقد مشاعل التركيز أو لغزا يبعث موات التفكير هذا و”الحرباء” فى قبضتى لا يريم..
حتى لفت إنتباهتي مشهد من فيلم ، يمسك فيه “البطل..!” بزجاجة الكولا ويضرب بثلاثة أسنتها الخنجرية بطن خصمه فسالت فيوض الدماء وكأني بهذا “البطل” يقول لرائيه هكذا القتل هكذا العراك هكذا تكون البطولة الحقيقية…!
وهكذا – في آن معا – تتنوع دعايات الجرائم وتسفيهات الشبيبة ذوي الإلتزام المنضبط الرصين… .
يقول الله : “فاعفوا واصفحوا” ، ويقول البطل اصنع خنجرا ولو من زجاج
ويقول نبينا صلوات الله عليه : “ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد من يملك نفسه عند الغضب” ، ويقول البطل : كن بطلا ولو من سراب..!!
فأسقط فى يدى وتذكرت (“جريمة المعادي”
وتذكرت كيف يصنعون البطل المزيف..)
معتزما أن أتحرى القدوة فى مظانها ؛ فلم يئن للمرناة أن تكون وسيلة تهذيب ولا تثقيف…
وللحديث بقية قد يأتي أوانها.. .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى