أرق في عين القصيدة العربية
مسعود محاد جعبوب | صلالة – سلطنة عمان
إني أرى الشعراء تعدو ليلة
ولسانها مقطوعة تتأول
|||
تحثو حروف الجر دون سكونها
قد غادروا خلف الفرزدق تهشل
|||
تعلو كأن الشعر يلعن حقبة
فيها ومن يدعو هناك ويسأل
|||
تدعو كأن هوية في شعرها
ولغاتها عجمية تتنصل
|||
لو كان أعشى منشدا لامية
في بردة دون اليمامة يزجل
|||
لأعابه فيها هنالك ناقد
متلعثم أو أبكم يتغلغل
|||
ترنو وفي عين القصيدة غربة
تهجو وفي حكم البراءة تجهل
|||
في كف فاتنة تموت قصيدة
ويراعة من طرفها تتكحل
|||
وثقابها حزنا تقرح جفنها
والليل إذ تغفو هناك وتثمل
|||
أرق كأن فؤادها في كفها
وفؤاد كل قصيدة يتململ
|||
وعزاؤها في الشام حتى نيلها
تضحى بأكناف الجزيرة ترمل
|||
تصحو وفي صنعاء دون قتيبة
تسهو وما في شأنها تتنمل
|||
وتمر فوق الرافدين سحابة
حتى إذا كادت هنالك تهطل
|||
جفت وما إلا رياح دونها
وتسوقها وهناك حقل يذبل
|||
ومواكب للشعر تحدو أرضها
تمشي بناحية الظلام وتتفل
|||
كهانها زعموا وحاكوا ريبة
من كأسها شربوا وما تتعلل
|||
في ريفها لغة وفي أسواقها
شيخ كبير ناقد يتعزل
|||
وقصائد كعمائم ملفوفة.
ترمى على وجه الصخور فتعقل