الحضارة العربية الإسلامية قريبة المنال

عبد الله سعود الحكماني | سلطنة عُمان

ما نراه من تزايدٍ -على امتداد وطننا العربي وحتى بلدان المهجر- في أعداد الكتّاب والمفكّرين والعلماء والباحثين والأدباء والمدرّبين والخبراء والاستشاريّين وغير ذلك من مجالاتٍ وصفاتٍ ما هو الا دليل قاطع على أن الحضارة العربية قريبة المنال- بإذن الله تعالى- ولكن علينا فقط أن نواصل السعي في ازدياد هذه الأعداد المثقّفة لكون الحضارة وعبر أي زمانٍ وفي أي مكانٍ ومع أي عرقٍ أو مجموعة بشرية ما هي إلا مبنىً تكوّن من مثقّفيه خلال عددٍ من السنوات أو ربما عقود ولو تتبّعنا الحضارات البشرية من الإغريق إلى الغرب المعاصر مروراً بالحضارة الإسلامية لوجدناها صنعت بأيدي المثقّفين وليس غيرهم.وقد حفظ لنا التاريخ أعداداً لا تحصى من المثقفين عبر التاريخ وكذلك أعداداً لا تحصى من الكتب والأعمال الثقافية الأخرى كالعمران والفنون.
لذلك ما على المثقف الا الشعور بهذه المسؤولية أي السعي إلى او المشاركة في بناء حضارة عربية إسلامية ويتم ذلك اولا من خلال ما ينجزه المثقف من أعمال في مجاله وثانيّا من خلال تفاعله في ترسيخ هذا المجال من خلال المشاركة بالفعاليات منظمّا أو ضيفاً وتأسيسه لكيان ثقافي عربي إسلامي راسخ يستطيع أن ينافس به الآخرين. ومن أهم ما يجب على المثقف ايضا أن يجمع المعرفة بالقيم والمباديء وأن يتجاوز مسألة المصالح الشخصية أو التحيّز الفكري والديني والمذهبي والقطري والأيدولوجي وغير ذلك مما يعيق التقدم كما يجب على المثقف أيضا أن يعقد صلحاً أبدياً مع السياسة وأن لا ينظر للسياسي على أنه العائق أمام التقدم مهما كانت الظروف لأنه بذلك يخلق عداء لمشروعه النهضوي بل عليه أن يكون ذكيّا لكي يحقّق ما يصبو إليه وعليه أن لا يعتزل كذلك السياسة؛ بل يدخل في جوفها بطريقة ذكيّة ويجعل لوجوده بها أثراً في خدمة الثقافة وبذلك سيحقّق أحلامه بلا أدنى شك.
فما عجزت عنه السياسة العربية من تقدّم بالإمكان أن يتم عن طريق الثقافة ولكن فقط يحتاج هذا المشروع من المثقف العربي إلى نيّة حسنة وإرادة حقيقية اولا ثم دهاء يفوق الدهاء السياسي. والأهم من كل هذا سعة الصدر والصبر على السير في هذا الطريق الطويل .
وقبل الختام لا ننسى بأن الإسلام هو دين الأغلبية العربية والمتوافق مع القيم الإنسانية فلن يكون هناك تضارباً بينهما في حال كان المثقف على قدر من الإلمام بتفاصيل الحياة عامة والحضارات بشكل خاص والفهم الحقيقي لجوهر الإسلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى