عصر جديد

د. أحمد جمعة | مصر

اتركوا أحبابكم جانبا

ومن يعانون الصرع الحسي..

وأيضا من تختبئ قلوبهم

في إبهام قدمهم اليسرى

حين يطرأ عارضٌ مخيف..

حينها يمكنكم الذهاب في نزهة لمدينة التعافي

حيث عدد من البسمات خلف الكمامات

كاد يختنق،

وبقليل قبلها ضحكات نفقت

في الحناجر المرتجفة من الصمت،

وإلى اللاشيء يقدم أصحاب النكتة والفكاهة السوداء

معلنين عن عصر جديد

من الوباء الرمادي للسكوت.

 

الدواء لا زال في حقيبة الغياب

والأمل يتسرسب بمجونٍ

من علبة الوقت،

والأصحاء يختبئون تحت ملاءات الأنانية

كاتمين أنفاس رعبهم

حين يمضي لجوارهم قِرش العمر الرخيص،

نفسهم الأصحاء الذين

عبّأوا حصّالاتهم بالأدوية الباهظة

بينما على الطرف الآخر للضحكة الساخرة

تتخبط نظرات البائعين عمرهم بالبخس.

 

ثمة ما لن يبهج المرضى؛

حيث المال لا يعني لهم سوى أرقام سالبة

والجمال بات للروح فقط

والقبح وحده ما احتل ملامح الهاربين

بما كان لغيرهم فيه

بيد أن مرايا نفوسهم كسّرها الجشع.

ثمّة ما لن يفهمه الأصحاء..

الوقت لعبة المرض

والدواء حجر  في خيط الانتظار،

ثمّة ما لن يطببه الوقت

وما لن يقدر على صرفه الدواء

وثمة أخيرا ما لن يُغتفر

بعد كل هذه المهزلة.

 

الأصحاء خلدوا للنوم،

ومن معركتهم الوجودية التي لم يكن

بجعبتهم سوى سهام الألم لمواجهتها

خرج المرضى منتصرين

ومنتقمين التهموا

كل ما قد اختزنه لأنفسهم

الأصحاء!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى