رحيق ورد
وصال السامرائي | العراق
وَنَادَتْنِيْ دمُوْعِيْ مُجْهِشَاتٍ
تُسائلُنِيْ عَلَىْ وَجَعِ اغْتِرَابِيْ
لِمَاذَاْ كُلَّمَاْ ضَحِكَتْ شُمُوْسِيْ؟
أُثِيْرَتْ فِيْ السَّمَا سُحبُ التُّرابِ
وَكَمْ كَانَ الفُؤادُ حَبِيْسَ شَوْقٍ ؟
أَتَاْكَ بِلَاْ قِيُوُدٍ فِيْ الجَوَابِ
وَهَلْ يَكْفِيْ أُنَادِيه حَبِيْبًا ؟
وَصَارَ رَحِيْق وَرْدٍ فِيْ عَذَاْبِيْ
فمَا كانَتْ عيون الشَّوق تَرْنُوْ
سِوَى عينيهِ في لَيْلِ اضْطِرَابِيْ
أيا حُبَّاً نَمَــا ضوءً وزهــــرًا
فَفِيْهَا الرُوح تمكثُ في تصابِ
فمَا كاَ الهَـــوى رملًا بِرُوْحِيْ
كَفىْ تَرْمِيْ فُؤادِيْ في السَّرَابِ
فَمَا عَادَتْ حرُوْفِي باسِماتٍ
مِنَ الآهات رُوْحِيْ كاليبابِ
فصبرًا يا جِرَاح القلبِ صبرًا
فَمَا عيْشُ الغَريب بِمُستَطابِ
وهلْ تجديْ دموعٌ في هطولٍ
عَلَىْ ما صارَ في حُضنِ الترابِ
هِيَ الأقدَارُ ميعادٌ صريحٌ
فَفَحْوَاهَا قبولٌ في احتسابِ
وَكَمْ ضَاقَتْ صدورٌ فيْ سؤالٍ
فَكَانَ الغيثُ وردًا فيْ الجَوَابِ
أنا تِلكَ القصيدةُ في سماحٍ
فَلَا أَهْوىْ خِصَامَاً في العتابِ
فَكَمْ ضَاقَتْ صدُورِ الشَّوق فينا ؟
وَمَا نِلنا سِوى وَهْج الغيابِ
أَيَا قلبًا كَفى تَبْكِيْ طِيُوفَاً
فَمَا نَيْلُ المَوَدَّة بالعَذَابِ
