سوالف حريم. عظم الله أجرنا
حلوة زحايكة | لقدس- فلسطين
أفتح صفحتي في “الفيسبوك” لأتصفح بشكل سريع ما يكتبه الآخرون، لكني أضحك كثيرا من باب “شرّ البلية ما يضحك” عندما أرى من التّفاهات أكثر ممّا أرى الجدّ. فعلىى سبيل المثال تمرّ أمامي عشرات “البوستات”، وفي أعقاب كلّ منها مئات إشارات الإعجاب التي تتفاوت بين “الحبّ والدّعم والحزن والغضب” دون مبرر، كأن تكتب إحداهن أنّها مزكومة! فتنهال عليها مئات التعليقات تدعو لها بالسلامة، لكن اللافت هو “بوستات” نعي الأموات والتعازي، فمع التأكيد على حقّ كل إنسان أن يحزن على قريب أو صديق توفاه الله، إلا أن في تكرار هذه “النّواعي” ما لا يمكن تبرير نشره، كأن تنعى إحداهن بنت خالة ابن جدّتها مع أنها لا تعرفها شخصيا. لكنني أقف أحيانا حائرة أمام صفحة المنشورات العامة، فأجد أكثر من 90% من المنشور عليها “بوستات نعي أموات”. وكأننا نعشق الموت! ويزداد الأمر غرابة عندما تنعى إحداهن أو أحدهم شخصا أكثر من خمس مرات مختلفة مع أنه لا يعرف المتوفى. وأضحك أحيانا أمام هيبة الموت عندما تنهال مئات “بوستات النعي” لشخص مبدع كالفنانين والأدباء والشّخصيات العامة، ويتسابق النّاعون كاذبين بمدى حزنهم وخسارتهم على رحيل مبدع لا يعرفونه ولم يلتقوه، ولم يقرأوا له شيئا. ومن المضحك المبكي ولكثرة “بوستات النعي” فإن البعض يضع “إشارة الحزن” ويعلق:”الله يرحمه وعظم الله أجركم” على “بوست” مضمونه حول ولادة مولود جديد، أو تهنئة بعيد ميلاد أحدهم! فمتى سنتخلص من هذا النفاق الاجتماعي؟
7-4-2021