جدال لم ينته ولن ينتهي بين ثوري وسُلطوي
د. إبراهيم أبراش | غزة – فلسطين
Ibrahemibrach1@gmail.com
بعد جهد ومعاناة تمكن من الحصول على فيزا وتوفير نفقات رحلة سفر كانت ضرورية حتى يتواصل مع أسرته المشتتة في أكثر من بلد، حاله كحال غالبية الفلسطينيين ثم لاحقاً العرب الذين ضربهم زلزال ما يسمى الربيع العربي فتشتت عائلاتهم وأصبح مفهوم الوطن عندهم ملتبساً ما بين مسقط الرأس المثَبَت في جواز السفر الذي يحمله ومكان الإقامة ومصدر الرزق في أرض الغربة؟.
صعد درجات سلم الطائرة متثاقلاً بعمر يُقارب السبعين، ومثقلاً بحقائب يدوية وأكياس بلاستيك تحوي ما يزيد عن الوزن المسموح به، وأثناء مروره من مقدمة الطائرة حيث يجلس ركاب الدرجة الأولى التقت نظراته للحظات بنظرات أحد ركاب هذه الدرجة وهو يحدق به وكانه يريد أن يتأكد مما يرى، وارتجفت أهداب كلا الطرفين للحظات من لقاء غير متوقع، عرف أنه معين زميل الدراسة في الجامعة قبل نصف قرن تقريباً. واصل سيره إلى المقعد المخصص له في وسط الطائرة حيث ساعدته المُضيفة على وضع أغراضه في المكان المخصص للحقائب، جلس وربط حزام الأمان، وأقلعت الطائرة، حاول أن يغفو إلا أن رؤيته لزميل الدراسة معين جفا النوم من عينيه ورجع بذاكرته إلى زمان لم يَعُد متأكداً الآن إن كان زمناً جميلاً .
في ذاك الزمان كان العالم العربي وغالبية دول العالم منقسمين إلى معسكر اشتراكي ومعسكر رأسمالي امبريالي، وفي حَرَم الجامعة كان طارق معروفاً كيساري تقدمي اشتراكي يشارك في كل المظاهرات الطلابية والأنشطة السياسية، وكان مؤمناً ومنبهراً بالشعارات الكبرى المعادية للاستعمار والصهيونية والأنظمة الرجعية العميلة ورفض التبعية للغربـ، …، كيف لا يكون ذلك والقوى اليسارية والتقدمية والشيوعية كانت شديدة التفاؤل بقرب انهيار المعسكر الإمبريالي بسبب التناقضات في داخله، ولأنه نمر من ورق كما تقول النظرية الشيوعية، ومع انهياره ستنهار الأنظمة الرجعية العميلة التابعة له وستنتهي دولة الكيان الصهيوني.
كان الخطاب الثوري اليساري التقدمي آنذاك لا يتوقف عند المطالبة بتحرير فلسطين، بل يتجاوز ذلك مطالباً بتحرير لواء الاسكندرونه السوري من الاحتلال التركي، وتحرير مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين من الاحتلال الإسباني، وتحرير الجزر الإماراتية الثلاثة طُمب الكبرى وطُمب الصغرى وأبو موسى من الاحتلال الإيراني. بالإضافة إلى اسقاط الأنظمة الرجعية العميلة حيث حملت جماعات ثورية السلاح لإسقاط هذه الأنظمة، من عُمان في الخليج العربي إلى المملكة المغربية على شواطئ الاطلسي مرورا بالعراق والسودان ، وآنذاك كان كل مواطن له صلة بنظام الحكم أو يشتغل في الأجهزة الأمنية يُعتَبر عميلاً ومشبوهاً.
واصل شريط الذكريات يحُّول بينه وبين أخذ غفوة ولو قصيرة، فاستعادت ذاكرته كيف كان الاعتراف بإسرائيل أو التواصل مع الإسرائيليين، حتى وإن لم يكونوا صهاينة، من المحرمات وخيانة كبرى، وقد قُتِل مثقفون ومناضلون وسياسيون على يد (ثوريين) و(مجاهدين) لأنهم تواصلوا مع إسرائيليين، وتَذَكر طارق الفرحة التي غمرته عندما تم اغتيال الدكتور الفلسطيني المتميز عصام السرطاوي وبعده سعيد حمامي وغيرهم بتهمة الجلوس مع إسرائيليين غير صهاينة، كما تذكر فرحة التقدميين واليساريين العرب عندما تم اغتيال الرئيس المصري محمد أنور السادات لاحقاً لأنه وقع اتفاقية صلح مع إسرائيل، مع أن القاتل كان من الجماعات الدينية المتطرفةّ المناهضة لليسار والشيوعية وكان السادات قائد حرب اكتوبر المجيدة .
فيما هو يستعرض شريط الذكريات قفزت صورة زميله راكب الدرجة الأولى لتملأ مشهد الذاكرة، هذا الزميل كان في نظره يمثل الرجعية واليمين والبرجوازية المتعفنة كما كان يُطلق على كل من يخالف الثوريين والتقدميين الرأي. لم يكن بينهما توافق أو وفاق وكثيراً ما كان يحدث تصادم بينهما يصل لدرجة تبادل الشتائم والاتهامات. كان معين طالباً مجتهداً في الدراسة ومتأنقاً في ملبسه ومتميزاً في صداقاته ومتحفظاً في أفكاره، صحيح أنه لم يكن متعمقاً في الثقافة والسياسة خارج حدود متطلبات الجامعة، لكنه كان يكره كل ما له صلة باليسار والثورية والشيوعية وحتى الإسلام السياسي، ربما بسبب أصوله الاجتماعية والطبقية أو بسبب خوفه من المغامرات، والفكر الثوري والتقدمي والجهادي فكر مغامر بلا حدود، كما كان معين مُعجباً بالثقافة الغربية وما أنجزه الغرب من تقدم، ومعجباً بالأنظمة العربية المحافظة لواقعيتها كما كان يقول .
فيما هو غارق في أفكاره وقبل أن يواصل شريط أفكاره الدوران والنحت في ذاكرة تعود لنصف قرن طلب الربان من الركاب ربط الأحزمة استعداداً للهبوط في محطة ترانزيت قبل مواصلة السفر للمحطة النهائية.
في محطة الترانزيت تجول لبعض الوقت في الأسواق الحرة والمعارض وفَكَر في شراء بعض الهدايا لأفراد أسرته، مع أنه سأل أبناءه قبل السفر إن كانوا يريدون شيئاً وردوا جميعاً نريد سلامتك ولا تتعب حالك لأنهم يعرفون وضعه المالي، ومع ذلك قال في نفسه لا بأس أن أعود لهم بالسلامة مشفوعة ببعض الهدايا، وهذا ما كان حيث اشترى بعض الهدايا زهيدة الثمن.
وإذ هو جالس في قاعة الترانزيت يتأمل الطائرات الرابضة في المطار في انتظار استكمال الرحلة وقف أمامه مباشرة رجل حال بينه وبين استمتاعه بالمنظر الخارجي، فرفع عينيه وإذا به معين زميل الدراسة. وقف مرتبكاً ومد يده بالسلام معرفاً بنفسه، إلا أن معين جذبه محتضناً إياه ومُقبِلاً وجنتيه ومرحبا بكلمات لا تخلو من صدق المشاعر. سحب طارق كرسياً وطلب من معين الجلوس، وبسرعة استحضرا بعض الطرائف الخفيفة من أيام الدراسة مع سؤال عن فلان وفلان من الزملاء، متذكرين بعضهم ومتابعين أماكن عملهم ووضعهم العائلي، وناسين آخرين أو لا يعرفون مصيرهم، ومترحمين على من وصلهم (وصلتهم) أخبار وفاتهم.
لأن أخبار وأحوال معين كانت تصل لطارق عبر الأصدقاء ومما تتناقله وسائط التواصل الاجتماعي أحياناً لأن معين أصبح رجل سياسة وتبوأ مركزاً مرموقاً في السلطة الفلسطينية فليس من المنطقي أن يسأله عن حاله لأن ذلك سيعتبر إما جهلاً من طارق بأحداث الوطن، أو تجهيلاً لمعين واعتباره وكأنه نكرة لا يعرفه أحد، ولذا بادر معين بسؤال طارق عن أحواله وعمله ومحل إقامته، فعامة الشعب لا يعرفهم إلا أقرب المقربين منهم على عكس الطبقة السياسية حيث تصبح معرفتهم مفروضة على الجميع، سواء كانت معرفة حب أو كراهية.
اقرأ أيضا…
الإمارات ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فما العمل فلسطينياً؟
بسرعة لخص طارق مسيرته الحياتية، فبعد أن أنهى التعليم الجامعي سافر لدولة عربية للعمل في التدريس وتزوج هناك وأصبح له أبناء وأحفاد، وحمد الله على كل حال، وكأن بقايا أو جذوة الثورية ما زالت متقدة داخله استطرد قائلاً: المهم حافظت على مبادئي ونقائي ورفضت كل المغريات حتى العمل في السلطة الفلسطينية التي جلبت العار والهوان وفرطت بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني مُلمحاً إلى فساد أبو فلان وأبو علان من المسؤولين في السلطة وإلى ما وصل إليه حال القضية بعد توقيع اتفاقية أوسلو وقيام السلطة، واخذته الحماسة ليتحدث عن الفساد في السلطة وفي منظمة التحرير وعن التنسيق الأمني وعجز السلطة عن وقف الاستيطان والتهويد وكيف حوَّلت المواطنين إلى أسرى لها من خلال الرواتب والتهديد بقطعها عن كل مَن يخالفها وتحدث عما سماها المجزرة التي قامت بها السلطة ضد كل جيل الثورة والنضال بإحالتهم إلى التقاعد المبكر، وكيف تتحمل السلطة ورئيسها المسؤولية عن الانقسام وحصار غزة وقطع رواتب أبناء القطاع أو تخفيضها…، ولم يتوقف إلا لأخذ النفس ورشفة قهوة وجرعة ماء ليبلل ريقه الذي جف من كثرة الكلام وحدة نبرة الصوت .
استمع معين لطارق مبتسماً دون أن يقاطعه بالرغم من أن في كلام طارق غمزا ولمزا من معين ذاته، وكيف لا ومعين ابن السلطة وأحد رجالاتها ومن المدافعين عنها حتى وإن لم يكن في الصف الأول. بعد أن توقف طارق وارتشف من فنجانه رشفة أخرى هدأت من توتره منتظراً رداً غاضباُ من معين كما كانت عادته أيام الدراسة، قال معين بهدوء: أتفهمك جيداً وأتفهم غيرتك على الوطن وتمسكك بمبادئك حتى وإن كنت أشك بثباتك على مواقفك الأولى بعد كل الانهيارات التي حدثت في المعسكر الاشتراكي وفي منظومة اليسار والتقدمية عبر العالم بما في ذلك عالمنا العربي وفلسطين في قلبه، ولا أريد أن أدافع عن اتفاقية أوسلو والسلطة ولكن أقول لك إنهما كانا ممراً إجبارياً ،وعليك أن تفكر ما سيكون عليه حال الثورة والمقاتلين الموزعين في الدول العربية التي ضربتها فوضى الربيع العربي لو لم يدخل المقاتلون والسياسيون إلى فلسطين، وما هو مستقبل الثورة ومنظمة التحرير لو لم تشارك المنظمة في مؤتمر مدريد 1991 الذي حضرته كل الدول العربية باستثناء من لم يتم دعوتهم – ليبيا والعراق- وهو مؤتمر كان هدفه تسوية الصراع سلمياً وتجاوز منظمة التحرير، وانظر يا صديقي إلى حال اليسار الفلسطيني والعربي ولا تقل لي إن معسكر اليمين العربي والفلسطيني المتواطئ مع الغرب الاستعماري كما تقولون هُم المسؤولون عن تراجع اليسار والفكر الثوري والتقدمي والقومي، وحتى إن كان لهم مسؤولية فهي محدودة.
الكل يا صديقي أخطأ بل وأجرم في حق الوطن، ولتَقُل لي بصراحة، إذا كنا رجعيين ومستسلمين ،كما تسمينا، فرطنا في الوطن فماذا فعل الثوريون والتقدميون ومعهم الجهاديون؟ ولا تقل لي إننا السبب في الحيلولة بينهم وبين تحرير فلسطين أو توحيد الأمة العربية، أيضا لماذا تتجاهل أخطاءكم وفشل تجاربكم اليسارية والشيوعية والثورية، هذا لا يعني أن الحركات والأنظمة الرجعية واليمينية العربية كانت على صواب أو أن الوضع ما بعد انهيار الفكر والمشروع القومي والتحرري والتقدمي أصبح أفضل حالاً، أو أن حالنا بعد أوسلو واعد بنصر قريب.
يا صديقي، العالم يتغير والأيديولوجيات التي كنا أسرى لها تراجعت والشعارات الكبيرة لم تعد اليوم تحرك ساكناً ليس لأنها كانت خاطئة، بل لأنها كانت رومانسية وسابقة لعصرها ولا تتوفر على أدوات تنفيذية لتحويلها لواقع، كما أن معسكر اليسار والتقدمية والقومية نفسه كان متصارعاً مع بعضه البعض وأنت يا صديقي تتذكر الخلافات والصراعات بين القوميين والشيوعيين وبين تيارات اليسار والشيوعية نفسها، وحتى داخل الحزب الواحد كما هو الحال في الصراع بين جناحي حزب البعث العربي في سوريا والعراق، وتفكُك حركة القوميين العرب وتفكك من انفكك عنها، هزيمة عبد الناصر والناصرية في حرب حزيران 1967 الخ .
يا صديقي يجب أن نعترف إن لم يكن بأخطائنا جميعاً فعلى الأقل نعترف بأن الأمور والناس لم يعودوا ملك يميننا وخاضعين لرغباتنا وخصوصا بالنسبة لنا كفلسطينيين، قل لي بربك يا صديقي من هو اليميني الرجعي والعميل ومن هو اليساري والتقدمي والثوري في المشهد السياسي العربي والفلسطيني الراهن؟ هل يمكن إصدار أحكام مطلقة بأن من يحملون السلاح ويحاربون النظام ويثيرون الفوضى في سوريا وليبيا واليمن وقبلها في الجزائر وتونس الخ ثوار وتقدميون، والأنظمة المستَهدَفة رجعية ويمينية؟ ولماذا نذهب بعيداً ولنتحدث عن فلسطين ولتقل لي بصراحة أين موقع قوى اليسار والقوى التقدمية في المشهد السياسي الفلسطيني وما هو دورهم النضالي؟ ولا تحاججني بأنهم ما زالوا متمسكين بالمبادئ والثوابت الوطنية، فالجميع يقول بذلك والمسألة ليس التمسك بالثوابت والمبادئ لأن هذه شعارات بل المطلوب تحويلها إلى واقع وممارسة تؤدي إلى إنهاء الاحتلال، وإن حاججتني بما تسمى قوى المقاومة في فلسطين فهذه أنجزت هدنة مع العدو وأصبحت تتحدث عن مقاومة شعبية سلمية وحتى على هذا المستوى لا تتوفر ولم تتوافق على استراتيجية وطنية لهذه المقاومة السلمية، وأصبحت السلطة والوصول لها هدفاً بحد ذاته.
لم يقطع حديثهم أو جدلهم الذي ينكأ الجراح إلا صوت الإعلان عن موعد الإقلاع والاستعداد لركوب الطائرة.
عاد طارق إلى مقعده في الطائرة وكان المقعد المجاور له خالياً، جلس ورأسه كاد ينفجر لأنه منذ فترة طويلة لم يدخل في مثل هكذا جدال مع شخص من المعسكر الآخر المخالف لرأيه ومعتقداته، كما استفزه حديث سمير الواثق من نفسه والذي تحدث وكأن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير حررتا فلسطين أو أوشكتا على ذلك ،أو أن رجالات السلطة ومنظمة التحرير عقلاء وملائكة وغيرهم جهلة وشياطين، وما آلمه أكثر أن كثيراً مما ذكره صديقه القديم كان منطقياً إذا حاكمناه أو وضعناه في سياق ما آلت إليه الأمور أو بمنطق السياسة الواقعية.
وفيما هو يحاول استجماع شتات أفكاره واستعادة هدوئه دهمه معين بالجلوس بجانبه تاركاً مقعدة في الدرجة الأولى بعد أن استأذن من المضيفة التي أكدت له أن المقعد شاغر. ابتسم طارق وكأن مجيء معين أسعده وربما فسره بأنه محاولة من معين لإزالة الحواجز النفسية والطبقية بينهما أو للاعتذار له وتبديد ما قد يكون نقاشهم تركه من غضب عنده.
واصل معين ما انقطع من حديث قبل ركوب الطائرة قائلاً يا صديقي لا تظن أنني سعيد نفسياً في موقعي في السلطة بل أقول لك بصراحة أنه وبالرغم من وجود كثير من الفاسدين والانتهازيين وغير الوطنيين في مراكز متقدمة في السلطة إلا أنه في المقابل يوجد آخرون ممن أعرفهم غير راضين عما آلت إليه أمور السلطة وحال الشعب ويناضلون من أجل الوطن ومن أجل تغيير وظيفة ودور السلطة، يا صديقي كلنا كفلسطينيين حالنا كحال ركاب هذه الطائرة، فبالرغم من المخاطر التي تهدد حياة الركاب بسبب الظروف الجوية واحتمالات وجود خلل في الطائرة وبالرغم مما بين الركاب من تباين في الجنسيات والأديان إلا أن عليهم التعايش سوياً خلال الرحلة والالتزام بتعاليم الربان وإجراءات السلامة حتى تصل الطائرة إلى بر الأمان، ونحن كفلسطينيين علينا أن نقوم بما هو مطلوب منا ونتعايش سوياً ونثَّبِت وجودنا في أرضنا ونستمر بالحفاظ على هويتنا الوطنية حتى نتمكن من مواجهة المخاطر الخارجية التي تهدد وجودنا جميعا ولا تميز بين يساري ويمني أو بين وطني وإسلامي أو مَن يؤيد السلطة أو يعارضها، وعلينا الاعتراف أن القوى الخارجية إسرائيل وواشنطن والجهات المانحة والدول العربية والإسلامية ذات الأجندة الخاصة بها سيستمر تأثيرها أكبر وأقوى من تأثير القوى والأحزاب الفلسطينية وطنية كانت أو إسلامية ما دمنا في حالة انقسام وتشتت.
قطع طارق استرسال معين بلهجة هادئة هذه المرة وسأله، إن كنا كثوريين وتقدميين ومعارضين لنهج السلطة حالمين ونتقمص زماناً غير زماننا، وإن كنا غير واقعيين وغير عقلانيين فماذا أنجزتم أنتم العقلانيون والواقعيون؟ وإن كنا … وتوقف أحمد عن الاستطراد عندما طلب الربان من الركاب ربط الأحزمة استعداداً للهبوط ، فاتفقا على لقاء قريب ولو عبر الهاتف لمواصلة الحديث في سياق حوار وليس جدالا ومجادلة عسى ولعل أن نُقرِب من وجهات نظرنا ……