لن أنسى ولن أسامح

ريم سليمان الخش | فرنسا

     إن صدقت جيناتي فهي وميض من جينات إبراهيم عليه السلام..تلك الجينات التي تبصر بنور المنطق وتتنزه عن التشخيص طلبا للحق مجردا بينا ومنزها عن الباطل
.
عرفت ربي أنك المشرعن للعلمانية(وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)..وأنك الشاهد للإنسان على حريته (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ..(ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين) وأن الحرية توأم للروح فلا حياة بدونها ( لا إكراه في الدين)
.
وأن العقل رصيدنا الحضاري ورأس مال الإنسان في حياته (وأن ليس للإنسان إلا ماسعى). عرفت أن جميع الخلق تحت ردائك تنظر بقلبك الرحيم المحب لمن يستطيع أن يبصرك من داخله ويحبك كما تشاء للحب أن يكون..
.
عرفت أن لذة الحب لا تعادلها لذة ..شك حتمي حتى ندركه وحب مخفي حتى لا نتركه …من وصل استغنى.. أتراه للوصل يحث خطاه هيهات له من أن يلقاه… فهمت ياربي سر التخفي وأحبك كما تريد أن يحبك البشر …يامن أبدعت طلبا للحب أشهد على محبتك..وأشهد على عصيانك مادامت النفس حرة و أشهد أن تقويم المسار في غفرانك …
.
ربي رب العالمين..تعلم علم اليقين أني تركت حياة ميسورة ونعيما أرضيا وعملا (ثابتا)مرموقاً لأناصر ضعفاءك إذ أبت نفسي العزيزة الظلم أو الصمت إزاء الظالمين …
.
لكن ربي أنت تعلم أن ثورتنا حرفت وإن مبادءها ضاعت والانقياء منا قد استشهدوا وان الأخساء قد حصدوا المراتب والمناصب واعتلوا المنابر (وهم يلهجون باسم رب آخر رب وراثي متعصب متشيطن لا أعرفه) ياإلهي لقد كانوا نكرات قبل الثورة!!! ..
ربي أنت تعلم علم اليقين أنها لم تعد ثورة منذ أن لطختها الأموال واغتنى (الثوار – التجار)
ليتك ربي تملكني مقصلة روبسبيير ليتك تفعل لشفيت غل الثورة الموؤدة…
.
لم يبق على السطح الا الغثاء ثلة من الانتهازيين التي لو انتصرت وهذا محال (إن تنصروا الله ينصركم) لكانت نسخة ثانية عن من أراد الشعب استئصالها (بل وأشد قذارة) إذ سمحت لنفسها بالاغتناء وبالنعيم وأهلها في خيام الذل والعار يتقلبون بين صقيع كالجحيم وخواء أشبه بالهشيم إذ أتلفته النار …
.
إنك تعلم علم اليقين أن واجباتي إزاء أسرتي هي التي قيدتني (اليوم) ..لكن اعدك ربي أنني لن أنسى ولن أسامح
Rim Al Khach Johnny