عن يافا.. ماذا عن جهوزيتنا؟

أمير مخول | حيفا – فلسطين

ليس تهويلا لكن الخطر داهم
لو نظرنا إلى كامل خارطة الوطن، نرى هناك خيطا يربط بين ما يحصل في النقب والقدس ويافا واللد وأم الفحم وكل مكان. ويربط بين سطوة الدولة العنصرية الترهيبية وبين عنصرية الشارع التي تتسارع بقوة والتي تذكرنا بمرحلة السبعينيات والثمانينيات حين تداخل ترهيب الدولة وعنصرية الشارع في السعي لترهيب جماهير شعبنا.
حين تعتدى العصابات الإرهابية المسماة تحببا “شبان التلال” على ابناء وبنتا شعبنا في الضفة الغربية ويقتلعون الزيتون ويعتدون دمويا على البشر، فإن من يحميهم هو جيش الاحتلال، الذي يعلن أرض الفلسطيني منطقة عسكرية مغلقة، ثم تتحول الى مستوطنة.
حين يدافع الفلسطيني في النقب عن وجوده المهدد وعن ارضه وبيته وقريته في وجه سياسة الاقتلاع والتطهير العرقي التهويدي، يعتبرون سلوكه غزوا للدولة، والتي تشغل أجهزتها القمعية القضائية والامنية.
حين تقوم شركة عميدار التي يقوم كل وجودها على نهب املاك اللاجئين الفردية والجماعية اي املاك شعبنا، بتسريب ما تبقى من املاك لصالح مجموعات استيطانية عنصرية وارهابية، تطلق عليها “نواة توراتية” في قلب التجمع العربي في المدينة المنهوبة، يجري اتهام اهل البلاد بالاعتداء على الصالح العام.
وبعد أن قامت الدولة وحكومتها ومؤسستها الأمنية وبلديتها في اللد بتصدير الجريمة ودفعها الى ما تبقى من احياء عربية والى القرى والبلدات المجاورة، تتصاعد النداءات “الحضارية” لاستخدام وحدات حرس الحدود لمنع العرب من دخول الاحياء اليهودية، ولمنع الآذان في رمضان من خدش هدأة العنصريين الذين يصلهم صوت المؤذن.
كذا في ام الفحم وطمرة ومجد الكروم وغيرها، حين خرجت الناس لمواجهة الجريمة المنظمة التي تقتلها، وجدت الشرطة مدججة بعتاد القمع لقهر ارادة الناس وحماية الجريمة.
وبينما مخططات الدولة لتفكيك المجتمع الفلسطيني على أشدّها، ظهرت بيننا اصوات ونداءات لزرع الاجهزة الامنية في بلداتنا وساخاتنا سواء بزرع كاميرات الرقابة الشرطوية ام باستدعاء الشاباك ليتولى مواجهة الجريمة، التي ليس في غير صالح الدولة.
000
كل ما ذكر آنفًا لم يكن مفاجئا، بل متوقعا. وليست هناك المشكلة الاساسية لأن هذا هو جوهر المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة ولا يخرج عنها الراي العام الاسرائيلي ولا الانفلات الدموي. كما من المفيد التنويه الى ان ما نشهده من تصعيد شعبي عنصري هو ليس نتاج الكهانية، بل إنه الحالة الاسرائيلية، والسعي الى التفكيك وضرب بنية قوة جماهير شعبنا التي يرون فيها فائض قوة غير مجاز.
المشكلة الحقيقية هي في مستوى جهوزيتنا الكفاحية وكيف نضمن التعامل مع اية معركة وجودية واي استهداف لاية بلدة او حي، بكونها استهدافا للوجود العربي الفلسطيني في البلاد. كيف نحمي انفسنا وكيف نمنع الاستفراد بأية بلدة، وكيف نعزز حضورنا الكفاحي المؤثر.
نملك الطاقات ونملك النوايا السياسية، لكن جهوزيتنا سواء على مستوى الحركة السياسية واحزابها ام على مستوى الهيئات القيادية، ليست بالمستوى المطلوب، وحتى بعيدة عنه، بل كلما تأخر تدارك الامر فإنها ستتراجع.
في مثل هذه الايام عام 1948 سقطت يافا واللد والرملة وحيفا ، واليوم نعود ونؤكد: هنا باقون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى