أسماء زكريا نيروخ.. مثال المرأة والأم والمربية التي ليس لطموحاتها حدود

محمد زحايكة – جبل المكبر – القدس – فلسطين

ومضات الصاحب الباهرة في حضرة المتميزين والعباهرة

لقاءات محدودة وسريعة جمعت الصاحب مع الراحلة عن دنيانا أسماء زكريا نيروخ زوجة الصديق الجميل عبدالله عبد العفو ابو غربية قبل رحيلها بسنة أو سنتين، وأم فراشاته السبعة الأمامير على ما اعتقد، حفظهم الرب العلي في عين السعادة والصحة والتفوق والإنجاز .
لقاءات محدودة كانت كافية ليكون الصاحب انطباعا فريدا عن شخصية ديناميكية محبة للتعلم والتطور وبناء الذات في مجالات حياتية شتى من فنون تشكيلية ورسومات وفن التصوير ومبادئ ادارة المشاريع والتسويق الإلكتروني والتفاعل والمشاركة في جملة نشاطات مجتمعية وفنية ومخيمات صيفية ومعارض ورسوم وصور ونشاطات إبداعية لها اول وليس لها آخر .
فقد شاركتنا في عدة لقاءات قصيرة في المسرح الوطني الفلسطيني – الحكواتي في ورشة أو فعالية بسيطة وعصف ذهني لاكتشاف مواهب كتابية في النقد الفني المسرحي خصوصا حيث كانت ملتزمة إلى حد الصرامة بالمواعيد . وكان الصاحب يعجب ، كيف لام وربة بيت فوق الأربعين من العمر حسب تقديراته وما عليها من مسؤوليات جسام، كيف تجد الوقت للانخراط في نشاطات متنوعة تستنزف الجهد والوقت والتعب في سبيل مزيد من العلم والمعرفة والعيش حياة لها ألق خاص بأمرأة طامحة إلى العلى والإنجاز والتميز والإبداع .
وكان الصاحب يصادفها احيانا متشحة بألة التصوير وهي تمسح تلك الأمكنة بعين الصقر ، على رأي كاتبنا الكبير محمود شقير وتتوثب كالنمرة للانقضاض على فريستها ، الصورة بمعانيها الحرفية والإبداعية والجمالية وليس مجرد تكتكة الصور الخاوية المضمون .
والصاحب يزعم أن هذه النوعية من النساء الطموحات والمقاتلات والمقتحمات ، إذا اردتم نوعية نادرة وهي بلا شك تثير الإعجاب والاغتباط لأنها بشكل أو بآخر تشكل قدوة حسنة لكثيرات أخريات، للشروع في اقتحام المجتمع المكبل بالكثير من القيود والمحظورات خاصة في وجه المرأة الجادة الطموحة الساعية إلى إثبات قدراتها في مجالات عديدة .
ومضة اليوم كانت تلبية لرغبة انسان عزيز على قلب الصاحب في ذكرى رحيلها السنوية الأولى ، ليس لأنها لا تستحق ولكن لأن معرفة الصاحب بها كانت قصيرة ومحدودة لم يتمكن من الاطلاع على عالمها بما يكفي.. ولكن نظرة إلى الفعاليات والنشاطات المتميزة والمتنوعة التي كانت تشارك فيها تعطينا فكرة عن انسانة رائدة ومقتحمة واثقة من نفسها ومن قدراتها في التعلم والإبداع .
الراحلة اسماء نيروخ، مثال حي لامرأة ريادية ليس لطموحها حدودا، تتقدم بثقة وتنتزع معارفها بقوة شخصيتها وتمارس عشقها وشغفها الجامح وهي تصبو نحو مزيد من التطور واكتشاف العالم من حولها . إنها نوع خاص ومتميز من النساء اللاتي يفتخر بهن وبانجازاتهن الراقية .
الف رحمة ونور على روح الراحلة نيروخ وحفط الرب تعالى أولادها وبنَاتها وزوجها الصامد بانتظار الدعم في الأول من نيسان أو في 31 شباط، الذين تربوا على الأخلاق والقيم العالية والنبيلة وعلى شق حياتهم في دروب العلم والإنجاز والتميز ، وفاء لروح الراحلة الوفية لاحلامها وطموحاتها .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى