ارتباك

يوسف الحبوب| السودان – مسقط

ترتبك يدك المرتعشة
حاجبك الايمن
واسفل الجفن
ترتبك رائحة الحقل
وزهور البساتين
التي تجاور المقبرة العامه
يرتبك الزجاج
ومقابض الابواب ترتبك
ترتبك الضحكة الضاجة
باصداء لا تسمع
يرتبك النيل
و
النخيل
ترتبك البرتقالة
وتخرج
عن قشرتها
بطعم لازع
وغير مستساغ
ترتبك شاشة الكمبيوتر
وكذلك هاتفك الجوال
يرتبك
ترتبك خادمة المنزل
وتتلعثم بكلمات
من ( التقالو) ليس من قاموسك
الذي يدور بين الجنون والحب
والتعب
يرتبك صوت المغني
ومحياه
الذي كان أنيقًا
يرتبك
الطريق السريع
بما ينوء فيه
من مركبات
وسابله
ثم
ترتبك الضجة ذاتها
فلا من ضجيج لها
سوي الارتباك
ترتبك الموسيقى
وسيناريوهات جماعة الفيلم واصدقائهم
واغطية الرأس
واغطية مجاري الرصيف
وقهقهات السكارى
ترتبك القصائد البعيدة
التي في الذهن
والخلايا النائمة
وخلافات الازواج
وبيوت الافراح
…
يرتبك صديقك الذي
كان بالامس
يبوح لك بسر محبته
لبنت
صديقك الآخر
حتي
كتب التاريخ
والجغرافيا
وعلوم الفلك
والنايل كورس
وكتابي الأول
وإصدارات الحداثة
…..ترتبك
وأيضًا
عطرك الذي تفضل
يرتبك
….
يرتبك
جنود الدعم السريع
والبطيء
والقوات الاممية
والشوارع الجانبية
وبائعات الشاي
وصانعات الخمور البلدية
التي لم تعد رخيصة
صانعات الارق…
يرتبكن
يرتبك الشعراء
شعراء الشعب
وثوراتها
حتي
عادل سعد يوسف
لم ينج من الارتباك
يرتبك التلفاز
والمواعيد الموقوتة للصلاة
يرتبك
الحلم
وجهود شباب الحي
في
توزيع عادل
للسلطة
والثروة
والماء
و
الوجه الحسن.