أدعيتها معاهدات سلام على جسور الأقدار

أشرف أبو غنيم التميمي | فلسطين

حين كبرت تنساها

وتسأل عنك

و تسافر.. وتلف الكون من مسبحة ترانيمها

حيث أبيك مترامٍ

ينثر أخوتك من الشتات

تدور مثل كوكب.. تجمع له منهم

حصاد القبلات.. لكنك لا تعرف أنها

سؤال .. لماذا وضعك هذا الاختيار

عند حافة المجرة.. وأذابك قهرا في زحام السحاب

هل لتمطر شقوق الجفاف

فتعيدها لله من بركة السراب

و كم تعرف أن أمك كل لحظة تطلقك رصاصا

على الأعداء

من قلب كأس الاحتلال وعفانة الاستيطان

و لا تقل لك أنها تعرف

أنك صوت الله للفداء

من نطفة الزناد

من ضغطة الضياء

و جسدها زيتون تقابله في أفراح الأفواه.. من يقول أنها درب تحت التراب

ليست مقدمة .. أن لا نبحث عن الوصال

هل يربطنا شئ صغير

مثل جهل الكولونيل الذي مات

بحاجة الإنسان للعودة من الضياع حين وجهوا إليه المصائر..

من الانفكاك (غير القادر) من تمزيقات بربرية أنياب الضباع

بحاجة الإنسان لترتيبات جديدة

(بعيدة عن دمنا الذي سال)

إلى أشياء كثيرة

مثل كف العرق وحق العودة إلى

ظليل مثل رحيق الأم من الحنان..

هذه الوردة الجميلة

مثل ديار الأزمان أحضانها

كم أرضعتنا من ينابيع الأنفاس

و أنت لا تضعها في النافذة

صورة معتمة

عسى أن يراها المارة .. وابتسامات العابرين

فرحة لا ترحل قبل دموعها تسقي جثامين الشهداء

ثم تتذكر أنها ذهبت بك

أين .. ربما تجتر هذه الرائحة

يوما

إلى المدرسة وأنت تمسك يد ابنك

في طفولة لا تحرسها سوى ألعابك الصغيرة الجائعة للركض

مثل الرياح

وعواصف لا تنتهي

وأنت بعد إزاحتها من مشاركات رحى الزمن

إليها تنتمي ..

وهي الفكرة في صدرها من غدر البرد

و لا تظن أنك فريسة لشيء

هل تعرف حينها أين خوفها ..

تعبر بك الطريق

تمسك يدك

بيد الاهتمام

وقد مشطك رونق قلبها

وألبستك جوهر البريق

وعلى كتفها تئن الحقيبة

من خط كراستك الصغير

و تكرر عليك حفظ كيف تنظر على اليمين واليسار

حتى لا يخدعك الفراغ

حتى لا تجده يحمل لك السلام سلاحا من نار

فهناك انقضاض معدمي النظام

يأتون عكس الرياح

ربما يظنون أنه زجاجات بلاستيكية ترص على الطاولات

زينة لحظات صمت الأفواه عن الحق.. يفرغ بعدها السامر لنظرات القيام

هل نسيت أنها كل يوم كتيبة جيش

يحمل لك عتاد الأمان

وهل تظن أن الكون ينسى

أن أدعيتها لك معاهدات سلام على جسور الأقدار.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى