هجمت الأعراس
عمر عبد الرحمن | جنين – فلسطين
وهجمت الأعراس، وكأنها كانت تنتظر انفراج الكرورونا قليلاً، وانفراج حرب غزة، وإتمام صوم رمضان… هجمت الأعراس بقضّها وقضيضها…
زمّرت أبواق السيارات… وانطلقت المفرقعات… ودبّ الصوت في القاعات والصالات التي صمتت في وقت من الأوقات…
نقول مبارك… بل ألف مبارك للذين أقدموا على خطوة تكوين أسرة مباركة، في نسيج اجتماعي مبارك إن شاء الله…
سؤال يراودني، ويلح علي: هل احتفالات الأعراس – شكلاً ومضموناً- باقية على ما هي عليه؟ ألم تتأثر بالكورونا مثلاً كما تأثرت نفسية الناس، وشكلهم الاجتماعي في التواصل؟
يا عالم… يا ناس… والله نحن كمن يقيد يديه ذاتياً ويحبس نفسه من تلقاء نفسه… وكأننا صممنا أن يخرج العريس من حفلة عرسه، وقد أرّقته الديون، وأدمته الكمبيالات، وحرقت والديه القروض… والأقساط… كان الحزين ينتظر نقوطاً محرزاً، فإذا بنقوطه لم يفِ ثمن عجل ذبيح للمعازيم… ناهيك عن الأرز، والحلويات، والقهوة، والطامّة الكبرى أجرة الطبّاخ… يعني بالله عليكم هل من المعقول والمنطقي أن يكد العريس في عمله سنوات لإرضاء الناس… وليس هذا فحسب، بل يأتي مهر العروس ليكمل الضغوط والأعباء على العريس، وذهب العروس، وأم العروس، وهدايا الأقارب والقريبات، وبدلات العروس، وصالات العرس، وسيارات العرس… ما هذا؟ أهو القصاص من العريس؟ أم انتقام منه؟ أم لعانة حرسي نقدم عليها… والآن أطلب منك أيها القارىء النظر إلى طاولتك… وقم بعدّ بطاقات الدعوة للأعراس… بعضها داخل بلدك… وبعضها الآخر خارجها… وهات – الميسر هو الله – هات جياب فيها مصاري… وجياب معظم الناس – وما أبرىء نفسي مخزوقة… وكله بمشي تحت قاعدة… كل شيء قرظة ودين حتى دموع العنين…
رفقاً يا ناس… رفقاً بأنفسكم… كثير من الالتزامات يمكن الاستغناء عنها، كفطور العريس مثلاً في بعض القرى… الذي يكلف مبالغ لا طاقة لمعظم الناس بها… فطور يتم فيه ذبح الذبائح للناس – كل الناس – الذين أتوا ليزفوا العريس… وهم بعد ساعتين مدعوون لتناول وجبة أخرى على مائدة أبي الهمايم عريس الزين… خففوا عن العرسان… واحذفوا المظاهر الكذابة… ولا تبالغوا في أشكال الأشياء خفف الله عنكم… مرة أخرى ألف مبارك للعرسان… وبالرفاء والبنين… وفقنا الله أجمعين…