قراءة في مجموعة ” شقائق النعمان ” للقاصة الفلسطينية رحاب يوسف
بقلم: عوني صادق
تفتح مقدمة د. ناصر أبو العون أفاق تجتهد الكاتبة للوصول إليها، ليفتح نافذة جديدة وفريدة على معاناة جيل، قدر له أن يواجه لحظة الحقيقة، لحظة تاريخيه بعد كشف الشعارات الكاذبة، والتي تاجر بها العرب، تاجروا بالقضية الفلسطينية، وباعوا عبر إعلامهم أوهاما بدخول تل أبيب، وهم يبنون جسورا مع الكيان اللقيط.. المسخ.
من القصة الأولى ” ليلة مثلجة في القدس” فاطمة التي تعلق قلبها بالمسجد الأقصى الشريف، وذهبت لصلاة الفجر، فقتلها اللصوص الصهاينة، حادثة اعتادت عليها نشرات الأخبار..
القصة الثانية “الليل لوني” الفتاة السوداء التي تسكن في المخيم، بعد طردها من بيتها، ومصادرة أملاكها، فلم تستطع أن تندمج في المجموع الجديد، فقد لفظوها، وتأففوا من لونها، وكان عليها أن تتمنى أن لا تراهم، فكف بصرها، وهنا تمكنت من مواجهتهم، وإعلان التحدي.
القصة الثالثة “مجنونة قطعة الحلوى”تنقلنا هذه القصة إلى القاع، الفتاة المهملة، التي تعاني من إعاقة، أمها التي تبحث عن نزواتها، الجار المخمور القذر، يقولون عنه إنه عربيدا، بلطجيا، يتباهى بسكينه، يهدد الجميع إلا الفتاة “المجنونة” يغتصبها ويتركها لقدرها، هو يمثل الهوام النجسة التي ترتع بيننا لتسمم كل جميل في حياتنا.
قصة “في أخر الزقاق” هذه الـ “صفية” الجدة التي تمثل جيلا أفل بعد الهزيمة العبثية، تركها ابنها، ليحضر بعد حين، ينزعها من جنتها الهادئة إلى داى المسنين، جاء من ينزحها النزوح الأخير، يجرها في قسوة.
حالها كحال المسنين في هذا العصر، يلاقون من أبنائهم جحود قاتل.
قصة “زيارة إلى سجن مجدو” سجن الأسرى الفلسطينيين، وهذه كأنها تمثل شريحة عن معاناة الفلسطينيين، وأهل المعتقلين، ووجود الخونة، الذين يرشدون العدو عن الأبطال، البطل تحوله الظروف إلى بطل مثل أبيه، وعمه، حتى جدته التي ماتت لا تستحق إلى الشهادة.
مع توالي القصص يزداد اليقين من هذا البطل الفلسطيني، وخصوصا هذا الجيل الذي سيحقق التحرير .
تحية للكاتبة الرائعة الفلسطينية “رحاب يوسف” حتى النخاع.