رسالة إلى الروائية فتحية دبش: النقد ليس مؤامرة..فلماذا نخافه؟
حميد عقبي | رئيس المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح
تتواصل الحرائق على الصفحات الفايسبوكية وقد تجاوزت بعض الردود حدها ضد الناقد د. عاطف الدرابسة بسبب رأي قاله عن رواية ميلانين للتونسية فتحية دبش عبر أحدى المناصات وأنا شاهدت الأمسية كغيري ولم ابدي أي رأي ولم يكن النقاش عبر منصتنا، تحدث د. الدرابسة بحدود أربع دقائق وردت عليه دبش بحدود أربعين دقيقة ولم يُعطى له حق الرد وهو شخصية أكاديمية وتجارب كثيرة ويمكنكم العودة لصفحته فايسبوك والاطلاع على ما قاله وكتبه وتسجيل هذه الندوة، ما أريد توضيحه أني ولا د. عاطف الدرابسة ولا د. محمود الضبع نقود أي مؤامرة ضد هذه الكاتبة ولا غيرها بل بالعكس نقدم الإبداعات ونناقشها في ملتقيات إبداعية ونقد أي عمل لا يعني اهانة صاحبة وهنالك توضيحات مهمة سوف احاول شرحها بشكل موجز.
أولا ـ سبق وأن استضفت الكاتبة التونسية فتحية دبش كضيف شرف في الملتقى الأول للقصة القصيرة في رحاب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح في شهر أبريل الفائت، ثم دعوتها كناقدة في ملتقى الإبداعات السردية بشهر مايو.
ثانيا ـ اقترحت الباحثة والقاصة لامعة العقربي موضوع ندوة بعنوان جماليات التلقي بين النص والقارئ وبعد مناقشات، اقترحت عليه رواية ميلانين فتحية دبش ..نموذجا وتواصلت مع الناقدين المصريين الكبيرين د. مصطفى الضبع وأ.د. محمود الضبع وبعد موافقتهما تم اقرار الندوة ضمن الجدول ولم أكن مطلع على الرواية ولم أكن أعرف أن لامعة أيضا لم تقرأ الرواية، وفوجئت قبل الملتقى باتصال استاذي د. محمود الضبع يوبخني على اختيار الرواية والتي من وجهة نظرة رديئة جدا وأن الكاتبة لن تتحمل رأيه وبعد حديث مطول وافق على الحضور وطمنته بأن الكاتبة كما يبدو لي لن تزعل من النقد وقال سيحاول يكن مرنا دون طبعا أن يجامل.
في يوم الندوة تحدث د. محمود الضبع عن بعض النقاط الضعيفة وكانت ملاحظاته محددة مع استشهادات من الرواية وعندما جاء دور الكاتبة دبش صعقت لردها وهجومها على الناقد والنقد ولم تكن موفقة في الرد مما جعلني اتدخل لوقف الهجوم الشرس ولم يرد د. الضبع
ثالثا ـ يبدو أن الكاتبة فتحية دبش أخذت موقفا مني ولم تتواصل معي بخصوص هذه الندوة ولم يتم إثارة الموضوع ولم أكتب عرضا ولا تلخيصا للندوة.
رابعا ـ في ملتقيات المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح، قد يقترح بعض الأصدقاء والصديقات أفكارا لندوات والتنسيق لها ولست ملزما كمنظم قراءة كل الروايات والمجموعات القصصية والدواين الشعرية وعندما يوافق ناقد على القيام بمداخلة نقدية نقبل المشارك شرط أن تكون المداخلة النقدية مختصرة وكذلك مشاركة المشترك وكنا في بعض الورش نناقش أربع أو خمس مشاركات وللعلم اعتذرنا للبعض بسبب ٱن منتجهم لم يجد قبول أي ناقد.
خامسا ـ لا اناقش أي ناقد فيما سيعرضه من رأي قبل الفعالية ولا أوصيه بمجاملة هذه أو تلك ولا اتدخل ولا نمارس أي تأثير من أي نوع وافرزت ورشنا مداخلات ودراسات نقدية نشر بعضها بمجلات محكمة وعبر مواقع وصحف ثقافية وماتزال حركة نشر هذه المداخلات نشطا ونأمل جمعها بعدة كتب ورقية أو إليكترونية واثبتنا وجودنا كمنبر مختلف بجديته وتنوعه واستقطابه لمبدعين ومبدعات بمختلف المجالات الفنية والأدبية.
سادسا ـ لا نقود أي مؤمرة ضد أحد وعندما يكون رأي الناقد يحمل توضيحات سلبية لعمل أدبي أو فني فهذا لا يعني نحن ضد صاحب أو صاحبة العمل وهنالك من يتقبل النقد بروح رياضية ومحبة وهناك من يغضب ويقاطعنا بهدوء بعد ذلك دون شوشرة ولا لعب دور الضحية.
سابعا ـ أقول واكرر إن اهانة أي ناقد أو ناقدة غير مقبولة نهائيا ويمكن الرد على النقد بأدب ووفق أخلاقيات أدبية وهذا ما نشترطه على كل من يرغب مشاركتنا وليس بيننا أي ناقد غير مؤهل ونفتخر بنقادنا ونوقرهم ونسمح بالنقاشات الإبداعية وقبول الرأي والرأي الاخر دون مشاحنات ولا صراخ وفي الندوات النقاشية تتنوع الأراء وتختلف وجهات النظر وتدور نقاشات ساخنة في اجواء أكاديمية واحترام ولا نفتعل الإثارة المصطنعة وليس لنا أي أجندة ضد أحد.
ثامنا ـ نحترم من يبتعد وينسحب من متابعتنا بهدوء دون ضجيج ولا نلزم أحد ولا نركض بعده وفي ملتقياتنا تتجدد الوجوه المشاركة وتغيب وجوه وهذا شيئا عاديا وعملنا تطوعيا وكذلك النقاد يشاركوننا بمحبة وواجبنا نحترمهم ونقدرهم.
تاسعا ـ نفرح عندما يحصل أي عمل إبداعي على جائزة ولا نسد أحد وليس لدينا الوقت للدخول في أي صراعات غبية من أي نوع ومع أي طرف ولا مؤسسة ونفتح أبوابنا ونوافذنا للجميع بكل محبة لا نعترف بالفروقات الجغرافية ولا الدينية ولا اللونية وهدفنا خدمة الإبداع الإنساني.
عاشرا واخيرا ـ قد تحدث بعض الأخطاء في التنظيم أو الإدارة وفي ختام كل ملتقى نناقش مسار الملتقى بهدوء وتصاغ توصيات وتناقش وأغلبها يترجم عمليا، كما نستمع لنصائح وملاحظات أساتذتنا ولا نكابر أو ندعي الكمال أو التميز المطلق وادير هذا المنتدى بكل فعاليته الضخمة وحساب ميزانيته صفر على الشمال وأنا من اصرف من جيبي ووقتي ولم اطالب بدعم ولا تكريم ونشكر كل من يتعاون معنا في التنسيق وكل من يشاركنا.