يكفيك شعراً يا سعدي يوسف
حميد عقبي | مخرج سينمائي وشاعر يمني – باريس
بعضُ الخيالاتِ هنا
وبعضُ الأحلامِ هناكَ
بعضُها استعارَ أجنحةَ فراشاتٍ
منها من يفضِّلُ سيقانَ نعاماتٍ
أحاولُ أن أحميها من صقيعِ صيفٍ ملتهبٍ
ورياحٍ قادمةٍ معَ موجِ الأطلسي
بيني وبينَ رملِ الشَّاطىءِ خطواتٌ
لكنَّ الأشرعة بعيدة جدَّاً
السَّمواتُ لها نوافذُ مثقوبةٌ
وللجبالِ أبوابٌ وهميّةٌ تحتاجُ إلى دليلٍ ماهرٍ
الصَّحراءُ وحدَها بلا جغرافيا
تكبرُ وتصغرُ
الشُّعراءُ يرونُها قلباً نابضاً
يتيهُ فيها هواةُ الصَّيدِ
وأنا لستُ منهم.
أزرعُ نخيلاً
فربَّما يأتي المخاضُ أمّنا مريم
في انتظارِك يسوع
في انتظارِك يا يحيى بن زكريا
في انتظارِ أبو ذر الغفاري
أغنيةُ سجاح
راياتُ كاهينة ملكة الامازيغ
تسابيحُ عاشق
شهقةُ الرُّغبة
كأسٌ باردٌ من الجعّةِ
حبّاتُ الزَّيتونِ
غصنٌ وحمامةٌ
رقصةُ الحلَّاجِ
وضحكةُ البردوني السّاخرة
قبرٌ هنا وحفرةٌ هناكَ
يعزفُ الموتُ تعالَ يا سعدي يوسف
يكفيكَ شعراً
قلتَ في الحياةِ والحبِّ والأرضِ
قلتَ أكثرَ ممَّا ينبغي قوله
تعالَ لتزرع زنبقةً في فخذِ السَّماءِ
لننزع أنيابَ السُّحبِ العاقراتِ
ومخالبَ العواصفِ المجنونةِ
تقتطفُ بعضَ النُّسيانِ
دعْ قاموسَ تلكَ الحياةِ الجامدةِ
لا تحتاجُ الآن إلى فواتيرِ الكهرباءِ والغازِ
رأس المغنِّي
ينقرُ الطَّيرُ رؤوسَ الأفاعي
وأنتَ تحاولُ اقناعَ الموتَ
أن يكفَّ
أن يتركَ دفاترَهُ أو يحرقَها
ينسى مهنتَهُ
بخطٍّ عريضٍ
على بطاقتِهِ ملاك.