لحن وقصيدة
جميلة بلطي عطوي / تونس
تهمسُ في أذني الحكاية
تُغرِي غِرّتي
تفركُ المصباح
تُسمعُني صدى الصّهيل في عمق المجرّة
سُروج كلمع البرق
تخطفُ ناظري
تهمسُ من جديد
هيْتَ لك
الخيلُ واللّيلُ والسُّرى
والحُلم لك
يا للبرارِي
يا للصّحارِي
يا للنّقْعِ يعلو من عهد داحس
يُغلّفُ وجع الكيان
يصنعُ لي حافرا
بلْ مِخلبا
يُزمجرُ في حنجرة السُّكون
فينتشي
وتُزهرُ في الذّهن الحكاية
تنفتحُ الجهاتُ الأربعُ
يركُضُ سابحي
بقصُّ أثري عبر الثّنايا
تُراقصُه زُهرُ النّجوم
يحضنُه دفْء عجيب
وتنجلي كلّ الغيوم
الحُلمُ غِرٌّ
كطفلة الخمس تشتهي فتح الهدايا
تشتهي الحلوى
تلك التي تدسّها أمّها في حضن التّخفّي
تشتهيها..
تشتهي الخلسة دون قصد
تُخاتلُ عين الرّقيب
تبتسمُ الأمُّ
تزفُّها للغُمار
كالسّنباد يركبُ عرضَ البحار
أو كعنترة يرفعُ السّيف شعار
تركُضُ الخيلُ
منها إلى الحلوى.. إليَّ
تمسكُ بي
أمسكُ بتلابيب الحكاية
بطفلتي السّارحة في الوريد
أخشى عليها
أخشى السّقوط فما أنا بفارسة
لكنّني أطمئنُّ إلى الهمس
إلى الخيول تُروّضُ رِهبتي
وأغرقُ في المشهد
في تفاصيل الحكاية
ألغيها الذّاكرة
ألغي الزّمن
أنسى الوهن
أشنّها حرب الطّواحين
على الرّيح
على اللّيل
على السّكون
ما عاد يُرهبُني العجزُ
بلْ صار يخشاني الجنون
أنا والدّربُ مسرحٌ
وطفلتي حينا تشاكسُ
تهدأُ .. تمرحُ
ثمَّ..
تختفي
فلا يبقى في الأفق سِواي
والسُّروج اللّامعة
تُهدهد الصّوت الخفيّ
تُنجزُ الفعل الشّهيّ
تكتبُ القصّة
تكتُبُني على مدار التّوق
لحنا وقصيدة .