لا فائدة من ثورات تنقل الشعوب من الظلم إلى الظلام
أ.د. حنا عيسى | أستاذ القانون الدولي
إن النخبة لا تموت مبكراً، الشعوب هي التي تموت..لماذا؟ لأن، كل الشعوب تلد أجيالاً جديدة إلا نحن نلد آباءنا.. فالتاريخ ليس ما تصنعه الصدف ولا مكائد الاستعمار ولكن ما تصنعه الشعوب ذاتها في أوطانها.. لذا، عندما تخشى الشعوب حكامها يولد الطغيان، وعندما يخشى الحكام الشعوب تولد الحرية.. إننا ندرس التاريخ لكي نستفيد لحاضرنا ومستقبلنا. هذا هو مقصد الشعوب الحية من دراسة التاريخ.
ومن السخرية آن نتجادل على أمر مضى عليه ثلاثة عشر قرنا من غير آن ننتفع منه لحاضرنا أو مستقبلنا شيئا.. وعليه، يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والاستسلام لحكامهم الظالمين. وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة، أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة ..نعم، نحن لسنا ضد الدين وإنما ضد من يحاولون استغلاله لقهر الشعوب وتبرير استغلالهم لها ، الإسلام هو أول نظام عالمى وضع بذور تحرير العبيد، ومع ذلك ظل الرق قائما طوال فترة الحضارة الاسلامية، لماذا ؟ لأن اصحاب المال كانوا دائما فى مركز القرار، مبادئ الدين شيء ومن يطبقونها شيء أخر.