سوالف حريم.. مباركة أفراحكم

حلوة زحايكة | فلسطين

لدينا تراث شعبي غني جدا، خصوصا الأغنية الشعبية متعددة الأغراض، والتي تأخذ دورا كبيرا لها في مناسبات الأفراح وخصوصا الزواج، هذه أيام زمان، أمّا في أيامنا هذه، فقد انعكست الأمور وسارت بالاتجاه المعاكس، وبدلا من تطوير الأغنية الشعبية وما يصاحبها من رقصات ودبكات شعبية تشرح الصدور وتفرح النفوس، استبدلنا ذلك بفرق تسمي نفسها فنية، وبعضها بعيد عن الفن بعد الأرض عن السماء، وبعضها يقدم أغاني عبر مكبرات الصوت يمنعني الحياء من تكرار كلماتها، وهي تدخل بيوت الناس رغما عنهم من خلال مكبرات الصوت. وحتى أن البعض يقدم موسيقى صاخبة بكلمات أعجمية لا أفهم معناها. لكنها تصمّ الأذن، وتكدر النفس. والمدهش أن شبابنا وشاباتنا يرقصون ويتمايلون طربا على ذلك، طبعا بدون اختلاط، فلكل جنس قاعته، لكنهم بالتأكيد لا يفهمون معنى الكلمات الأعجمية، ولا يعرفون الألحان، لكن الصخب هو من يوحدهم.
بينما في أعراسنا الشعبية كان “السّامر” هو سيد الموقف، والدبكة التي تصاحب خطواتها المنتظمة على ألحان الشّبابة والنّاي، تبعث الدفء في القلوب، وتنعش النفوس، والنساء كن يقدمن أغاني شعبية ويرقصن رقصات ملتزمة بعيدة عن الدلع والتمايل غير المبرر، ويرافقهن الطبلة بايقاعاتها.
فبربكم دعونا نقارن بين أغنية شعبية وأخرى دخيلة، تقول الأغنية الشعبية في بداية الدبكة الشعبية الرجالية:
ما بتحلى الدبكة ولا الغنيّة
إلا بتحرير الأرض العربية
وما بننسى الضّفه وغزّه الأبيّة
والقدس قبلتنا ونور العيونا
فأين هذه الأغنية مع أغنية “بوس الواوا” التي تجعلني أطأطئ رأسي حياء من الله ومن عبيده، عندما أسمعها في أحد الأعراس في قسم النساء.
ودعونا نقارن بين فنان شعبي سوري أصيل هو علي الدّيك، الذي قدم برنامجا غنائيا شعبيا رائعا وناجحا على فضائية الجديد اللبنانية مساء كل سبت منذ حوالي خمس، وشاهده الملايين بل ينتظرونه، ويستضيف فيه فنانة أو فنانا شعبيا، بينما جماعة”هزّي بخصرك هزّي” لا يكاد أحد يعرف أسماءهم.
ولا ننسى ان نقول بأن ذائقتنا الفنية ذائقة شعبية، فلماذا يهرب منها البعض؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى