أوراق شتاء
عصمت شاهين دوسكي | العراق
شتاء وصخور وأشجار عارية
تجردت من شروخ عاتية
ليال طويلة وصمت رهيب
حكايات مرت على التلال الراضية
والحطب يستغبث من الجمرات
كأنها ترقص في ملاهي ليلية
أبحث عن زمن الجميل
ببن الضباب والنجوم العالية
أبحث عن دروب خضراء
كانت ترسم جنان راقية
كل الذكريات أبت أن تكون
مجرد صفحات من الأعمار الفانية
اقبل الشتاء تهب رياحه على العاشقين
ويملأ أمطاره كؤوسا خالية
الأرض عطشى رغم البرد
يجمد عظام الهوى الخاوية
والحب سليل الحالمين في كهوف
كادت تكون على الجبال الغافية
///
أنا أيها الشتاء قلب معنى
طاف على بساط منسية
نعم أنا الظامئ في مدائن
جنوبا كانت أو شمالا لاهية
منسي بين بيداء كالسراب
وبين وديان كانت أنهارها جارية
صفير الرياح يدنو يملأ الفضاء
لحنا كعازف يكسر القيود الدامية
قرون مضت في مهب الريح
تركت أطلالا أرضها باكية
ما عادت القبور وحيدة
على القمم الشماء بادية
سود ليالينا بيض أرواحنا
وقلوبنا تعشق هدوء ليالية
لم يعد لي خليل وجليل
يمضي قلمي في قراطيس جليدية
لي بصمة يحسدها الرائي
فأضحك على جهل من الجاهلية
أقواما لعنت وأقواما تجردت
من ضمائر علت على الإنسانية
من يخفف الأحزان ويمحيها
سوى الله فوق سبع سماوية
///
عمر بين الأسى يمضي لوعة
لا تدفيه نيران فانية
ايها الشتاء لملم عبراتي
فلا تكن كالماضيات غير مبالية
رقصت على أغصان سقطت
حملتها أجنحة ملائكية
دع هزيمتي فأنا أغزو
غزواتي حروفا وإحساسا وقافية
لا استسلم أبدا وإن كانت
حياتي أوراق شتاء باقية