أيها الناي…
محمد ناجي | مصر
كَفْكِفِ الشَّجْوَ أيُّها النايُ إنَّا |
بينَ باكٍ مُتَيَّمٍ ومُعَنَّىٰ |
كَفْكِفِ الشَّجْوَ إنَّ للوَجْدِ نارًا |
مُنْذُ هَمَّ الحبيبُ بالصَّدِّ عنَّا |
فاشتياقٌ ولَوْعةٌ وبُكاءٌ |
وعُيونٌ لمْ تُطبِقِ الليلَ جَفنا |
وجُيوشٌ منَ الهُمومِ توالتْ |
أرَّقَتْنا إذا المساءُ أَجَنَّا |
أكذا أقدارُ المُحِبِّينَ قِدْمًا؟! |
سُنَّةٌ في العُشَّاقِ قَرنًا فَقَرنا؟ |
إنْ نَقُلْ: مَجنونُ الهوىٰ قيلَ: أيٌّ؟؟ |
قَيْسَ ليلىٰ عَنَيْتَ أَمْ قَيْسُ لُبنىٰ؟ |
كم تَمَنَّوا وَصلًا من الدهرِ لكنْ |
ليسَ للمرءِ- إنْ هوىٰ- ما تَمَنَّىٰ |
يا حبيبًا جعَلْتُ للقلبِ نَبضًا |
كُلَّما عزَّ وَصلُهُ وتَجَنَّىٰ |
تِهْ وزِد في الدَّلالِ إني غريمٌ |
قَدَري أنْ أقضي منَ العشقِ دَيْنا |
غرَضًا كنتُ للهوىٰ لا مَفَرٌّ |
فهْوَ إذ جاءَ ليسَ يَطلُبُ إذنا |
أيُّها النايُ رحمةً بقُلوبٍ |
إنَّ باللحنِ إذ صَرَخْتَ لَطَعنا |
كان ذَنبًا إذا عشِقْنا عظيمًا؟! |
هل غَوَيْنا؟! يا أيُّها الناسُ هَوْنا |
كم تَكِيلونَ للمُحِبِّينَ عَذْلًا |
والمُحِبُّونَ للتسامُحِ أدنَىٰ |
لو علِمتُمْ كمْ في الغرامِ تَشَكَّوا |
لَعَذَرتُمْ وما أسأتُمْ ظَنَّا |
أيُّها النايُ أنتَ أرحَمُ منهُمْ |
غيرَ أنَّكَ كنتَ أكرَمَ حُزنا |
ما شاء الله
بورك يراعك أستاذنا