دموع وآهات

مني النجم | العراق

تدهمك أحزان القلب في الخريف مثلما تدهم الأمراض المرء في الشتاء.

لذا..

علينا توقي هبّات الحنين والتحصن وراء الذات الشجاعة وإلا سنهلك شوقا.

ومثلما نستعد للشتاء بتناول المشروبات الدافئة واستجلاب كل ماينفع في صد الزكام من أعشاب وزهراوات.

 

علينا سّدُ مسامات الآه بالانشغال الفوضوي غير المّقنن، والهرب من حالات الوحدة المدجّجة بالألم.

نأخذ رشفة قهوتنا المّحلاة بالحليب ونرتكز  على حافة الوجع.

نتأمل الواقع بعين دامعة وهواجس دائمة الحضور رغم الادعاء بالتجاهل.

 

متجاهلون صدى الذكريات الأليمة.

ومتجاهلون لقرصات الملل

وارتعاشات الشعور.

 

لابد أن نتدثر بلا أبالية عالية المستوى.

فالبلادة في بعض الأحيان هي العلاج الناجع لذوي الإحساس المرهف.

والقلوب الضعيفة التي لاتجد لها مرتكزا إلا الإنصات للآهات المنبعثة من قبو الفؤاد المحتشد بالذين مضوا بلا رجعة أو بأؤلئك الماكثين على شفرات الجفون 

لاجدوى من الهرب.

كما لن تجديك حالات الانتظار.

ولا استماع الأشعار

ولا كل رشفات الشفاه للبدائل المحتساة من شاي أو قهوة أو نبيذ ودخان.

 

ولن يجديك بعد الآن السهر لحد انبلاج الفجر قهرا.

لن تعدو ذلك الصهيل داخلك لمن حلقّت أرواحهم فغابوا عن عينك شخصا ومكثوا في قلبك كسارية للولاء الأبدي.

 

لن تنجو بالنأي أو الإذعان فيه.

لن تتخطى عتبات الضوء أو السكون اللامنتهي 

عقيب صيف صاخب أرهقتك فيه حرارة الجو.

 

وهاهي اليوم ترهقك أولى علامات الشتاء.

وترديك جريحا مُثخنا بالدموع ووحشة المكان.

 

تدثر بلا أبالية بلهاء وتسلح بالرجاء

فلا عزاء لقلب أصابته الوحشة مبكرا وضيّع العزاء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى