كُنْ أنْتَ

الأب يوسف جزراوي

لاَ تُغَالط نَفْسَكَ

وَتَرْضَ بِأقَلِّ مِنْ ذَاتِكَ الفَرِيدةِ..

فَهِيَ قُدْسُ الأَقْدَاسِ..

إذْ إنَّكَ أنْتَ صانعُ نفسِكَ بِنفسِكَ…

بِالفِكْرِ وَالْإِيمَانِ وَ الثَّقَافَةِ

أضِفْ لهُم عُلُوَّ الهِمَّةِ...

وَالتَّوَكُّلَ عَلَى اللَّهِ.

لِذَا لاَ تَبْخَل بِتَثقيفِ ذَاتِكَ…

وَالتْأنسَنِ بِالرُّوحانيّاتِ

وَالتََرَوَّضِ مِنْ يَنَابِيعِ طَبِيعَةٍ خَلَّابَةٍ.

فَلِكَيْ تَكْشِفَ أَغْوَارَ فرَادَتكَ

وَتَقِيسَ حَجْمَ خُصُوصيّتكَ

وَمُعَدَّلَ اِختِلافِكَ عَنِ الْآخَرِينَ….

عَلَيْكَ الأفتنانُ بِالْمُوسِيقَى

وَالْاِسْتِثْمَارُ فِي مناجِمِ نَفْسِكَ

لِئَلاّ تَكُونَ شَبِيهًا

أوْ نُسْخَةً مُكَرَّرةً

 طِبْقَ الأَصْلِ مِنْهمْ.

كُنْ مُخْتَلِفًا..مُتميِّزًا...لِتَتَمَيَّزَ…

فَلَا تُضَيِّعْ وَقْتَكَ

وَتُضَيِّقْ مَدَارِكَكَ

بَلْ تَرَفَّعْ عَنِ الصَّغَائِرِ بِالدَّهاءِ…

لِتُوَسِّعَ دَوْحَةَ فِكْرِكَ

وَتُفَلْتِرَ قلَبكَ بِالطِّيبةِ…

فَمَا الْمَطْلُوبُ مِنْكَ

إلاَّ أنْ تكونَ أنْتَ

لِتَنسَجِمَ مَعَ نَفْسِكَ

ِفكْرًا …

قَوْلًا وَعَمَلًا!

وَالأهَمُّ تَصالحْ مَعَ الذَّاتِ وَحَقّقهَا

لَكِي تَترُكَ أَثَرًا نَبِيلاً

فِي نُفوسِ النَّاسِ …

وَتَطْبَعَ بَصْمةً عَلَى جَبِينِ الْحَيَاةِ…

حِينَهَا سَتَتَّسِعُ ذَاتُكَ للكَثِيرينَ!

وَبِقَدْرِ حَجْمِ وَعُمْقِ الأثرِ

بِقَدْرِ ذَلِكَ يَكُونُ حَجمُ خُلُودِكَ…

لَكِنَّهُمْ سَيَخْدَعُونكَ بِالظُّروفِ…

لِبَثِّ اليَأْسِ فِيْكَ

وَنَشرِ الإِحْبَاطِ…

كِي تَكُونَ عَلَى شَاكِلتِهمْ!

وَرُبَّما سَيُحاوِلُونَ غَسْلَ دِمَاغِكَ

وَتَعبِئتهِ بِمَفَاهِيمَ مَغْلُوطةٍ…خَاطِئةٍ..

فَيَالحَمَاقَتِكَ لَوْ صَدِّقَتَهم!!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى