يا لَيلةُ العِيد طَالَ إنْتظَاري
دنيا علي الحسني | العراق
يا لَيلَة العِيد طَال إنْتظَاري
يا لَيلَة العِيد أَرجوكِ إقتَرِبي
تَعالي هَيَجتِ في نَفْسِي أَشواقاً
وأَحلاماً أُداريها وأَنت أَيتُها الرُوح
التَواقْة الأَمارةُ بِالشَوقِ والحَنِينْ
شُدِي وِثاقَ الصَبرَ وأسْكُتِيني
أَذْكُر أَن قَلبّي كَان فِي الحُبِ أُمياً
حَتَى جَاءتهُ عَينَاكَ وقَالتْ لَه ُ
إقْرأَ لُغَةُ العُيون نَافِذَةُ الرُوح
أَشَار قَلْبِي إليِكَ كَمْا يَرى
الذَّي لا تَراهُ عَينِي فَرؤيَةُ
العَين رؤيةَ وَرؤيةَ القَلبّ لِقاء
حِينَما غَرقَتْ عَينِي فِي بَحرِ
عَينَيك لَمحتُ فَجرَ العِيد
بَعد لَيلةً طَال فِيها إنتِظَاري
لأَراكَ بَينَ الأَمس والغَد حَاضِراً
وأَرَى مَا لَستُ أَدْري وأَحسُ أَن الكَوْن
يَجْري بَينَ عَينَيك وبَينِي
بَعِيداً غَداً ما أَقْرَبك هَذهِ اللَيلَة
إحْسَاسِي غَريِب أَقتَرب مِنْي
فَالحُبّ مَعَك فَرحَةُ عِيدي
فِيهِ أَذُوب فَدَعنِي فِي هَواك
أُهِيم وأُحَلق يا سَيدِي عِشْقِي
دَعْنِي أَسْكُن قَلبَّك وَفِيه أَحُوم
أَعْطنِي دِفئُ قَلبّك ﻭأَﺟْﻌَﻠﻨِـﻲ ﻧَﺒﻀــﺎً
ﻓِﻲ ﺃَﺭﻛﺎﻧِـــﻪ أَنا أسطُورةُ عِشق
مِنْ طَورِ العَاشِقِين يُوسفِيةَ الهَوى
لِروحِكَ النَقِية أَنتَ انْتِفاضَةُ
روح وشَهقَةُ عِشْق وأَنا طِفْلتَكَ المُدَلَـله
التي تَبْحَثُ عَنْ عِناقِك الحَار
ومَتعَةُ دِفءُ حضَنِك الوَدِيع يَحتَوينِي
كَالرِيحِ المَواتِيةُ للرُبانِ كَحُضنِ
قْدِيسٌ عَاشِق كَأنَهُ دِفءُ الشِتَاء
وَطعمُ القُبلاتْ واللقَاءاتْ الحَمِيمة
إنها سِرَ سَعادةُ الرُوح، مَا بَينَ خَافِقَينْ
تَرفَعُ لَك حَواء الرَايةَ البَيضَاء
عَلى شَواطِيء الحُبّ والغَرامْ أَحتَضِنُكِ
كَ عَروسِ العِيد عَازفَةً عَلى أَوتارِ
الشَوق بِشَغَف فَقَلبِي مِنْ دُونِك لَنْ يَكْون
أَنتَ مَلكٌ عَلى عَرشِ قَلبيّ لَكَ وَحدُك
لِغَيرِكَ لَن يَكون
لَن يَكون أَمامِي سِوى الإنصَاتْ لِنَبضاتِه
حِينْ تَكون أَنتَ للرُوحِ توأمهــا
لَنْ يَكون أَمامِي سِوى الإعتِرافِ بِذَلك
أُحبُكَ بِلا نِهاية قِصةُ عِشق تَمرُ عَليكَ
بِعْمرٍ لَنْ يَنْتَهي وَبِشعُور لا يَنْطَفِيء
وبِقَلبّ لا يَطمَئْن إلا بِقُربِك
أَنتَ كَ فَجْر البَراري يَنقَشِع ضَبابُ
عِشْقِي إنْ حَضَرتْ لَيلَة العِيد بَعدَ
طُول إنتِظَار والشَوق بِدفءِ الرُوح
يُمطِرُ بِكُل الفْصُول الحُبٍّ و الأَشواق
بِوجودِكَ تَكْتَمل فَرحةُ عْيِدي
وَبيَن دِفءُ راحَتَيك مَوعِد لِقاء
نَبضُ القَلبّ والرُوح المَخْمَلية
بدون قَيْد تَفتَرشُ في أحضَانِك
قْطعَة مِن نَسِيج الحَرير وَ تَنْثِرُ عِطراً
يَسْبَحُ في أَعماقِ البَحرِ لِتَتنَفَس
شَذَى أَمواجُ المُحِيط بِعْبقٍ مَمزُوج
بِالزهُورِ المَائيه وَمنْ وَحي الطَبيعةِ
التي كَتَبتُ لَكَ في لَيلةِ العِيدْ
قَصِيدة شْعريَة نَثَرتُها بِدون قَوافِي
وَرسَمتُها بدونِ صوَر لَحْنتُها بِدون أَنغْام
فَكُنتَ أَنتَ القَصِيد والرَسَام
يا سَيد الرُوح رُوحي فِداكَ
عرفتَ أمْ لمْ تعرفِ لم أقضِ حقَّ هَوَاكَ
آ يا مَن كَتَبتُ إسمَكَ فِي أَعمَاقِي
يا بَلادِي و يا مِيلادِي ظلّل سَحابهَ عُمرِي
وغَداً بُستَاني وسَنة حُلوةَ يا أَكبَر وأَقدَسُ أَعْيادِي
ويا يَومٍ عَرَفتُك فِيه وأَستَرجعَت مِيلادي
ويا غُنوةٌ تُصَحّي مَلكُ الرُوح والوجْدَاني
مِن تَصدح “صَباح الخَير” يافَرحَة عُمِري
أَريدُ أَن أَصنَع لَك أَبْجَديّة غَيْر
كُلّ الأَبجَدياتْ فِيها شَيء مِن إيقاعِ
المَطَرْ وشَيء مِن نُورِ القَمرْ
تَعتَلي السَحاب غَمرةُ الحَبّ تَسمُو
مُحَلقَةٌ على جنَاحِ فَراشَة زَاهِيَة
الأَلوان تتَنَسمُ عَبِيرُ قُداح الرَياض
وشَذى النَرجِس المُتَمايلُ عَلى غُصنِ جُوريةٍ
حَسنَاءْ أَسمَع عَصَافِير الحقُول تُرَدد نَغمَاتِ
الحُبّ بِوَلهَ وَحُبور، يَنفَردُ بُلبل وَقتَ الصَباح
البَاكِر يَطلقُ تَغريدةً بِالحَان العَيد
الكَبير يجتذب أنثَى أَلحانُها أحَلام
عَاشِقة ٌتَشْبهُ الفَراشاتُ الغَارِقةُ
في رَحِيقِ الزُهور حَتى الإنْتِشَاء
والقَافزِة عَلى ورَدة الأَمَل والجمال
والأَحْلام أَصبَحَتْ حَقيِقةَ وَفارسُ الأَحْلام
الذَي كَان فِي الخَيالِ آتى عَلى فَرَس ٍ
أَبيَض وأَسدَل و شَاحَ الإنتِظَار عَلى جَبِين
الأَيامْ كَانَتْ أَميرة فى العَسَلِ والأَغَانِى
ولَهَا حُلم أَخْضَر فِي كُلِ صَباح تَطلُ عليَّها
بْحُور الأَمل التيّ قَارَبتْ المَسَافاتْ وَحقَقَتْ
الأَحْلامَ و الأُمنِياتْ.