هل مرضى القلب ممنوعون من ممارسة الجنس؟
د. محمد حسن جعفر | القاهرة
القلب من الأعضاء المختلفة فقال رسول الله – صلى الله علي وسلم – (ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) وفي حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :فقال (يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة، فاطلع علينا راجل من الأنصار …………….) الحديث. فأثار هذا فضول سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص مما جعله ينزل ضيفا على هذا الصحابي ليعرف ما هو السبب الذي منحه هذه المنحة العظيمة التي يتمنها كل مخلص في هذه الحياة، فلم يلحظ عبد الله بن عمر أمرا غريبا أو يزيد على الناس في عبادته، مما جعله يسأل، هذا الصحابي عن أي شيء بلغ به هذا المبلغ العظيم، فأتي الجواب العظيم الذي لا يتحمله الكثير من الناس؛ بل لا يتحمله إلا أصحاب النفوس السامية العمالقة، السوية نفوسهم، فقال ما أزيد إلا على ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشا، ولا أحسد أحدا على أمر أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: وهذا الذي لا نقدر عليه).
فما هو القلب وما قصته الطبية؟ وهل يستوجب على الأطباء من مرضى القلب من ممارسة العلاقة الحميمية أم لا؟ وهل يختلف مفهوم القلب في الطب الغربي عنه في الطب الشرقي؟
القلب هو أحد الأعضاء الصلبة في الطب الصيني ويقوم بالآتي:
1- التحكم بالنشاط العقلي
2- يسطر علي الدورة الدموية والشرايين
3- يُري من خلال البشرة
4- يتصل باللسان
ويوصف بأنه العنصر الحاكم للأعضاء ويتحكم بكل مجريات الحياة، ويري الطب الصيني أن القلب وليس الدماغ هو المسيطر علي النشاطات الفكرية، ويوصف بأنه الحاكم علي الدم والأوعية الدموية، وعندما تكون طاقة القلب (كي) قوية يكون نشطا ويكون سليما، ومليئا بالحياة، وهذا الارتباط الوثيق مع الأوعية الدموية – يعني أن قوة القلب تنعكس على الوجه، فإذا كانت (كي) ضعيفة فإن الوجه يكون شاحبا، ويرتبط باللسان في نموذج العناصر الخمسة. وللقلب في الطب الصيني مسار طاقة مستقل، ويستخدم في علاج الذبحة الصدرية والتوتر وقلة النوم وله استخدامات عدة، ويرمز القلب النار في نظرية العناصر الخمسة.
أما في الطب الغربي، فالنظرة مختلفة حيث يتكون القلب من 4 حجرات وهما أذينين وبطينين والأذينان يكونان أصغر حجما من البطينين وجدارهما أقل سمكا من البطينين، ويعملان كمستقبلات للدم بينما البطينان يعملان كمضخات للدم والبطين الأيسر أكبر حجما وجداره أكثر سماكة من البطين الأيمن، ويفصل بين الأذينين حاجز عضلي، ويفصل بين البطينين حاجز عضلي أيضا، ويحتوي القلب علي أربع صمامات عضلية، تسمح للدم بالعبور وتمنع رجوعه إلى النقطة نفسها.
وهناك من التحاليل المخبرية ما يطمئن علي صحة وسلامة القلب مثلا كتحليل الدهون الثلاثية (-Ck-mb –ck- ldl(التربويين تي -) واختلال نسبها يدل على وجود مشاكل في القلب مثل: الجلطات، مما يستوجب مراجعة الطبيب المختص مع إجراء الفحوصات الأخرى مثل: (رسم القلب الكهربائي، وأشعة إيكو.
ويبقي السؤال الملح والضروري؟! هل من الضروري منع مرضى القلب من ممارسة العلاقة الحميمة؟
يقول الخبراء إنه من المهم طرح القضية في كثير من الأحيان، لأن الكثير من الأمراض تكون مصحوبة بانخفاض في الوظائف الجنسية التي قد تؤدي إلى القلق والاكتئاب، مع ذلك، فالحقيقة هو أن النشاط الجنسي غالبا لا يجهد القلب بشكل كبير، وأيضا لا يستمر لوقت طويل مما يؤدي إلى مشكلة لمرضى القلب لذلك نوبات القلب الناجمة عن النشاط الجنسي عددها قليل جدا.
وفي الواقع وفقا لجمعية القلب الأمريكية، فإن ممارسة الجنس تزيد قليلا من احتمال حدوث النوبة القلبية – وهذا ينطبق أيضا على الأشخاص الأصحاء ومرضى القلب على حد سواء.
ومع ذلك فإن الرجال المتزوجين معرضون لخطر الإصابة بالنوبات القلبية الناتجة عن النشاط الجنسي وخاصة مع النساء الأصغر سنا.