عُد وكن ْ كما أنت
حسن حسني | مخرج وممثّل عراقي كبير
حين تترجل ُ من صهوة ِحصانك المنهك
تتسلل ُروحك ُمن تجاعيد ِزمنك ِالمجهول
وتتوه في فوضى الفراغ
لتنش َالذباب َالقادم من أزمنة ٍسحيقة
ينتصر ُلحظتها البؤسُ وهو يمتطي عربة َالدود ْ
قد جاءك َليحمل َالعفن المتبقي
من روحك َالتعيسة
حينها تتنفس ُالهزيمة
حتى تغرق َفي دهاليز ها المظلمة
عد ّ وكن كما أنت َ كما كنت ْ
٢
حينما كنت ُووجهك َالقمر وهيبتك هيبة ُ أمير
كنتَ َكجبل ِالمُحال ِتختصر ُالمسافات
وجميع ُالوجوهِ تبدو كالحة لأنك كنت َالمنتصر
كنت َ الكرنفال .. حقل ٌمن برتقال
أطرح ُ عليك الان َاكثر من سؤال
ما سر َسحر ُجمالك وبطولاتك
و تلك الأحاديث والروايات
قد شغلت مسمعي
فبقيت ُمرتبكة ُالشوق يفضحني الارتباك ْ
وأهاب ُما تنبس ُبه الأفواه ُوما يقال
من أنني ذبيحة ُالعشق ِ
لأمير ِالبراري والأمطار
عد ْوكن كما انت .. كما كنت ْ
ْ
٣
غيابك َرحلة ُ السندباد ْ
بقائي في وحدة ِالانتظار
أكبر ُ فيه وأشيب ْ
وعلى كفي يسكن ُ الضجر ُوالانكسار ْ
ياسيد َالرجال …
غيابك َسرق َالضوء ُفانحسر َ النهار
وعمت ْتراتيل ُالحزن ِ
ودقت ْ نواقيس ُالظلام ْ
معلنة ً الحداد َعلى المعمورة
بغيابك كثر َ اللصوص ُسُراق ُالماء
سُراق ُ الحياة
عد وكن كما انت .. كما كنت
٤
يا سيد روحي يا فارس َالمسافات ْ
يا حائكا جناحيّ بهما ساحت أحلامي
بلادالعجائب ِوحكايا شهرزاد
يا من طوعت َ لي عفاريت الإنس والجان
عد ْما عدت ُ قادرة ًعلى مسك ِالضوء
أو استذكار صوتك المذاب
في ضجيج الاهات ْ
تعبت ْخطواتي وابيضت ْالرؤيا
ما عدت ُ كما كنت ْ
عد وكن كما أنت َ .. كما كنت ْ
شاخت ْدروبي تبلدت ِالحواس
وأخاف ُ أن تَسرق َ الأقدار ُ مني شوقي
ويموت ْالوقت ُوالحاضر ُفي عتمة المتاهات
وتهيم ُ روحي في البراري
وتتيه ُ مني خطواتي
وتقذفني الطرقات ْ
عد ْ لا تتمرد على شوقك لا تخذل روحك
ام سرقتك أجساد الوجوه ُالملونة
والنهود ُالمبتذلة
صدقني أجسادها بلا روح ولا حياء
عد وكن كما انت َ كما كنت
ص
٥
عد وكن ْ كما انت َ .. كما كنت ْ
ذاك العنيد بنبلك العتيد
يا فارس َكل الاوقات ْ
الريح ُوالرعد ُوالمطر ّبكفك َ مسخرات ْ
والارض ُتفتح ُ فاها تنتظر ُرحمة ًمنك
لتعيد َلها العيد
بعد غيابك المستحيل
عد ْفانا والارض ُفي اختناق ْ
وقد طال َالانتظار
أم انك الوهم ُ مجرد وهم ٍ
اوحكاية من الحكايات