كرنفال ليبي

عبد السلام سنان | ليبيا

مؤججٌ في الأزل

ذاكَ الحِبر

غِواية الأبد

واسمكِ المهاجر في دمي

بلا تذكرة عودة

شالكِ الزعتري

منقوشٌ عليه أحلام اليمام الصغيرة

مذ كانت الأرض سراب التيه

محمومٌ بالجاذبية

والسماء متاهة الفراغ الأزرق

والغرق في عينيكِ فضيلة مُباحة

كالموتِ اللذيذ

النجوم قناديل في نافذتكِ المواربة

تقتفي أثر كهولتي

تتوهّجُ في كفِّ الصقيع

ثغركِ المتفرّد بوحْمةِ البُنِّ الداكنة

مجرّة يسيل منها غناء أوبرالي شبِقْ

منافي الخرافة تُشعُّ بأساطيركِ المستحيلة

المدلّلة بدهشة النداء البكر

من دمكِ الشرقي أقطفُ زنبقة حمراء

نصلُ الغيْم يستشرف الوجد الفاره

بإيماءةٍ فاتنة من أصابع الليل الطويل

كفضّةٍ على سطحِ المرايا

نَسِيَتْ لون المطر

وخداعِ الريح

يُفْزعُ نهد الشمس المتصحّر

كنرجسةٍ عادت لتوّها من حقل الغيْم

أكلها اليباس على مهل الشهوة

المطعونة بالعواء والنحيب

وأنا أبكي وحشتي السافرة

متى تجيئين أيتها الزاهدة ..؟

كفراشةٍ ترفلين على ضِفافِ الروح

تنبشين ذاكرة الحيطان

يثملكِ نبيذ القصيد

يا فصاحة الأنخاب

خُذي غفْوة ياسميني

ودعينا نقشّرُ شطف النسيان

لأتلاشى في خافقكِ كطفلٍ مدلّل

كنت أغصُّ بنظرتكِ المتسائلة

تسكرني من خوابي التفاح العتيقة

كرسّامٍ تِبْتيٌ مُسن جاء من أقاصي الهملايا

يلِجُ سفح الثلج

يتكئُ على وجعِ الدروب الوعرة

يرسمُ جدارية عبقرية الملامح

لأنثى معجونة بالكبرياء والغموض

كرنفال بهجتها قصائدي وقهوة ليبية عالريحة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى