شعر مُعتّق

د. ريم سليمان الخش | فرنسا

دنانٌ من الشعر المعتق تُدلقُ
تُروّي شفاه الأرض بالعشق تَشرِقُ

فينبت حول الضفتين سنابلٌ
ويعبق ليمونٌ ويضحك زنبقُ

ويلمس أفنان القصيد مداعبا
نسيمٌ على عشّ المجازات يطرقُ

ويخلع جلبابَ الوقار مبكرا
فجورٌ بأحشاء المرايا محدقُ

فيغسل أجفان الحروف بقبلة
ويصطاد نصا بالنداوة يغرقُ

إلى أنْ يذوق الشمس ضرعا معسّلا
يسح عليه الوحي نورا يرقرق

يقينا بأنْ للفنِ منظار كشفه
يبيح انفراجات الزوايا ويغلق

وأنّ انغماس المبدعين بخمره
انزلاقٌ خرافيُ الفضاء محلقُ

تُقسّم وفقا للخيال مجرّة
ويُحرم من أعلى المدارات أخرق

فأكثر من التحليق رؤيا جموحة
وإلا طوتك الشُهْب عمن توثّقُ

سقوطٌ بأحضان الفراغ ملازمٌ
لفقدان فحوى الشعر مبنى ومنطق

وفقدان إطراق الحياء بنظرة
على كلّ مايؤذي العروض تُحدقُ

نصوصٌ بلا جذبٍ ..معانٍ بهيمةٌ
بهيمية الإحساس ..كهفٌ مغلّقُ

فإنْ تخلع الأوزان عنه تخففا
تعش بيدقا دون الإمارة يُمحقُ

هويتنا من صُلب فنٍّ مركب
فلا تكسر البنيان للسهل تطرقُ

وإنّ إله الكون للشعر حافظٌ
كأعصاب أمشاج الخلايا يُخلّقُ
.
تمرّغ على شطآن نصٍ معتّقٍ
تُحرر خيولا للأساطير تسبقُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى