فضل العذاب

حسام كويدر |سوريا

أتَتني بمفتاحٍ لِقلبي بلابِلُه
وفَكَّت عرى قيدٍ بِوَحييِ سلاسِلُهْ

تدَفَّقتُ من جُبَّ العذابِ لمِجدَلٍ
وللّهِ في جَلد القُلوبِ فضائِلُهْ

لذا صُلتُ في فَجّ البُحورِ كبَرزَخٍ
وعدلاً حباني اللهُ حُبّاً فواصِلُهْ

لأمضي ولا أهوي بأقوالِ شاعرٍ
أُجاري ولو يأتي بجزْلٍ أُنازِلُه

لقد كنتُ نثراً في طويلي مبعثَراً
فأصبحتُ للمَعنى فعولٌ وفاعِلُه

فمَن ذا الّذي يسعى عِناداً لكَسرِنا
ومَن ذا الّذي هاروتُ شِعري ينازِلُهْ

إذا كنتَ بالأشعارِ يختاً لأَبحُرٍ
فإنّي على أرض الإلهِ سواحِلُهْ

تهاوت ملوكُ الشِعر قسراً بأَصغَري
إذا غرّدت بين المعالي عَنادِلُهْ

فبي صخرُ إشعاع القصيدِ بصَعقةٍ
وقلبي بأهوال النُشورِ مُفاعِلُهْ

عصايَ كأفعىً من إلاهي بآيةٍ
إذا عربدَ السِحرُ العظيمُ أقاتِلُه

فإن كنتَ جساساً برمحٍ فإننّا
خُلِقنا لكَفّ الزيرِ سيفاً يُغازِلُهْ

فما زالَ بي ذِئبُ الفيافي وقاتلٌ
إذا شُرّدَت بينَ الصحاري قبائِلُهْ

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى