حين يتسابق الحمار مع الخيول
د. خضر محجز | فلسطين
شاهدت الفيديو الذي حاول فيه رئيس جامعة القاهرة ـ وهو رجل يُقال له الخشت ـ أن يطعن ثوابت الأمة، بحضور شيخ الأزهر أطال الله عمره ومتعنا به.
كان الخشت يطمع أن يصمت شيخ الأزهر، فيقول الخشت فيما بعد: قلت هذا بحضور شيخ الأزهر.
لكن شيخ الأزهر غسله وكواه حتى استغاث الخشت بالشياطين أن تخلصه من بين أنياب مولانا.
قد دخل حمار العربة مضمار السباق مع خيل الإسلام.
هذه الحادثة ذكرتني بشيء قريب حصل لعلاء الأسواني ويوسف زيدان، كتبت عنها هنا، وأعيد عرض ما كتبته بمناسبة الخشت.
حين فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل، لم نقل بأن جائزة نوبل بريئة. بل كانت لدينا القدرة على تجاوز إعجابنا بإبداع العظيم نجيب محفوظ، لنحفر فيما تحت القرار من الفواعل المؤثرة.
لقد أعجبنا بإبداع نجيب محفوظ بالفعل، ولكن ذلك لم يُعمِنا عن رؤية ما وراء الغبار.
لهذا قدرنا أن لقرار لجنة نوبل دوافع غير أدبية في اختيار نجيب محفوظ، خصوصاً حين نوهت برواية (أولاد حارتنا).
نحن نعلم أن نجيب محفوظ قامة أدبية تستحق الجائزة، بغض النظر عن رأينا في (أولاد حارتنا).
يحدث فعلاً أن نحب إبداع شخص، ومواقفه، ثم نختلف معه في رأي سياسي. فهكذا تتسابق الخيول في المضمار، وهكذا يحدق المشاهدون في الحلبة، وهم يتابعون أدوات التأثير في مضمار التسابق، بين الخيول الأصيلة.
لكن حين يدخل المضمار حمارٌ، لا نكتفي بالعلم بأنه لن يصل إلى أبعد من حقل البرسيم؛ بل نضيف إلى ذلك استغرابنا من هذا الذي سمح للحمار بأن يكون هنا!
وحين يروج مثقف ـ مصري المولد ـ للرواية الصهيونية، كيوسف زيدان؛ وقد أطمعه مديح العملاء والصهاينة؛ وحين يروج علاء الأسواني للتطبيع مع الصهاينة، على حساب وطنه والثقافة العربية، لمجرد أنهم في الغرب وإسرائيل أعجبوا برواية تلمز عهد ناصر؛ حين يحدث هذا؛ نعلم أنهما لن ينالا نوبل، لأن لجنة الجائزة تتوخى حداً أدنى من الإبداع، يغطي عورة قراراتها السياسية؛ لهذا فلن يبوء الخائنان إلا بإثم الخيانة.
أليس عجيبا في زمن الردة أن يطمع زيدان والأسواني، وأضرابهما، بأن يدرجهما التاريخ في مضمار تسابق فيه نجيب محفوظ؟