قصة زوجة أخي (3)

شرين خليل | مصر

اللوحة للفنان: بيير كاستيل

كانت إبنتي تنتفض وهى تحكى الحلم الذي رأته وتقول :شفت عمتو سميرة شريرة وبتعمل أعمال الساحرات الشريرات اللي بشوفهم في الكرتون وكان شكلها مخيف وشكل عينيها في الحلم كان بيخوف ..
إحتضنت زوجتي إبنتي وأنا خرجت من الغرفة في ذهول وأتساءل لماذا رأت إبنتي هذا الحلم أنا أعلم جيدا أن الأحلام تأتي من العقل الباطن فما الذي تم تخزينه في ذاكرة هذه الطفلة الصغيرة البريئة جعلها ترى حلما كهذا ؟
جلست زوجتي بجانب إبنتي إلى أن نامت وخرجت قائله: بيتهيألي دلوقت كل حاجه ظهرت علي حقيقتها . رديت عليها: إنتي بتقولي إيه ؟ .. حاجة إيه اللي ظهرت ؟ أكيد البنت عملت حاجه غلط وهي عند عمتها .. وعمتها إتعاملت معاها بشدة أو حتى ضربتها دي عمتها وبنتك مش متعودة علي كده.. ودا سبب إنها حلمت الحلم دا .
-أنا عارفة إنك هاتعاند لكن عاوزة أقولك إن بنتك قالت لي؛ إن ملك قالت لها حكاية الورقة اللي كانت تحت السجادة وإن سميرة هي اللي أعطت الورقه لملك وفهمتها تعمل إيه بالضبط .. إحنا لازم نفهم الحقيقة.
-حقيقة إيه يا هانم؟؟!!! أنتم عاوزين تورطوا أختي وبس تلاقيكو متفقين مع بعض.
– متفقين !!! انت متخيل إني ممكن أتفق مع مرات أخوك اللي أنا مش برتاح لها ولا فاهماها . أنا قصدي إن دا ممكن يكون تخطيطها ؛ قدرت تبرمج سميرة وعملت لها غسيل مخ. عشان كده أنا لازم أعرف الحقيقة. هاروح لمرات أخوك وأعرف منها كل حاجه بشكل غير مباشر وأنت روح إسال أختك وإسال بنتها وأنا عن نفسي مش هاجيب سيرة لحد بالموضوع ده عشان منظر أختك قدام الكل ولازم الموضوع ده يتحل لإن خراب البيوت مش بالساهل.
وتركتني ودخلت غرفتها وأنا جلست أفكر في كل كلمة وأعلم جيدا أن زوجتي عندها حق ولكني أخاف على صورة أختي أمامها …..فقررت في الصباح أن أذهب إليها وأعرف كل شيء..
ذهبت ووجدت أمي حزينة فلقد تشاجر أخي مع زوجته و تركت المنزل ذهبت إلى أخي في العمل أعرف منه السبب وقال لي : السبب في المشكلة إيناس بنت عمك كل شويه تتصل علي وجات لي الشغل أكثر من مرة هي وإيمان أختها وسميرة كانت عزماهم على الغدا وقعدت إيناس تهزر وتضحك وإنت عارف إيناس وطبعها وبعد مامشيت بكام يوم مراتي لاقت صورة لإيناس من صور زمان في الدرج عندي مش عارف الصورة دي وصلت عندي إزاي و طبعا مراتي عرفت إن أنا كنت مرتبط بإيناس وإحنا صغيرين لكنها إستعجلت وتجوزت لما لقتني لسه قدامي مشوار طويل مش عارف إيه اللي فكرها بينا و رجعت لنا تاني بعد الفترة دي كلها.. ليه راجعة تعمل لي مشاكل ..
-يا أبو سميرة زوجتك عندها حق وإنت لازم تراضيها وتصالحها هي مالهاش ذنب في اللي حصل وبعدين إزاي تقدر علي تبعد عن سميرة الصغيرة، لازم تروح لها . وأنا عموما هابعت لها مراتي كمان ياسيدي عشان تهديها وتمهد لك الطريق …
وبالفعل ذهبت زوجتي لزوجة أخي وتحدثت معها وحاولت بقدر الإمكان أن تحل المشكله بينهما .وعندما عادت إلي المنزل قالت لي : واضح إن مرات أخوك دي يا طيبة جدا يا ذكية جدا!! اللي فهمته من كلامها إنها طيبة ومالهاش ذنب في أي حاجة حصلت وإن سميرة هي اللي ورا كل المشاكل يعني مثلا موضوع إنها تقعد مع مامتك في نفس الشقة دي فكرة سميرة بس قالت لها خليها تيجي منك عشان ماما تحبك وأخويا يبقى مبسوط وعد بقى كل حاجة حصلت كانت سميرة وراها من غير ماتظهر في الصورة . كانت تقول لها وتخليها تعمل الحاجة وهي ولا كأنها عارفه حاجة ….. دلوقت كل حاجه في إيد سميرة لازم تقعد معها وتفهم منها …
ذهبت إلى أختي وكانت فرصة لأتحدث معها فزوجة أخي ما زالت عند أهلها .
دخلت في البداية إلى أمي في غرفتها وجلست معها وقولت لها: أنا عرفت كل حاجة وعرفت مين اللي سبب المشاكل وفهمت كلمتك لما قولتي لي يابني إنت مش عارف حاجه …..قولي ياأمي وإتكلمي عشان المشاكل ماتزيدش وأقدر أحل أي مشكلة من غير ماحد يعرف .
ردت أمي ونبرة صوتها مليئة بالحزن والآسي :هاقول أيه يابني إنت عارف ظروف أختك وأنا بتحمل عشان خايفة عليها لأني بشوفها حزينة ،دي بنتي وبحس بيها . كل ليلة تقولي كفاية إن كل واحد فيهم مستقر في حياته وأنا لأ، بنتي من غير أب كل واحد فيهم في الأخر ملوش غير بيته وولاده وأنا في الأخر مليش حد بعدك ،عاوزني أقول أيه يابني بعد الكلام اللي بتقوله ليا كل يوم ، بسكت وخلاص وبدعي ربنا يصلح الحال. أختك معذورة لأنها صغيرة ومالحقتش تفرح من يوم ما إتجوزت وهي عاشت في مشاكل و ماكملتش سنتين مع جوزها وإتطلقت ولما أخوك إتجوز كانت فرحانة وطايرة من الفرحة بمراته وقالت أخيرا هايكون لي أخت لكنها شافته بيحب مراته وبيخاف عليها ودا بيأثر علي نفسيتها هي إتحرمت من كل دا بدري .. بص يابني أنا هاقوم أندهالك تتكلم معاها وتطبطب عليها وهادخل أعملكوا كوبايتين شاي من بتوع زمان بس بهدوء يابني وإنت بتكلمها .
-حاضر يأمي
وخرجت أمي وتفاجأت بصوت صراخ أمي
إلحقني يابني إلحق أختك إلحقوني ياناااس
بنتي..
سميرة…