بِكُوبِ سَراب.. وقصائد أخرى

تركي عامر | فلسطين

(١)

على ضفَةِ النّهرِ صَفْصافةٌ،

تحتَها بعضُ كوخٍ. وفي الكوخِ عائلةٌ،

ربُّها راحَ يومًا شهيدَا.

لهُ صورةٌ كانَ فيها سعيدَا،

تُقِيمُ على حائطٍ قاتمٍ..

بينَ خارطةٍ وقصيدَةْ.

(٢)

دَعْكِ مِمّا يَقُولُ شَرابي..

وَليستْ تَقُولُ البُحُورْ!

دَعْكِ مِمّا يَقُولُ غِيابِي..

وَهٰذا السَّرابُ أمامَ الحُضُورْ!

دَعْكِ ثُمَّ اقْرَئِينِي بِصَمْتٍ

تَعَرَّى وَراءَ السُّطُورْ!

(٣)

نَوَيْتُ أصَلِّي صَلاةَ الجِنازَةْ،

على كُلِّ ما قِيلَ فِينا وُجُوبًا..

جَوازًا.. مَجازَا.

وبعْدُ نَوَيْتُ أصَلِّي،

على ما نحنُ قُلْنا بِقَافِيَةٍ..

تَسْتَحِقُّ الْإِجَازَةْ.

(٤)

أفادَ مراسلُنا لشؤُونِ الزّجاجْ:

أرى كلَّ ديكٍ يغنِّي: أنا ربُّكُمْ،

وسوايَ دجاجْ.

(٥)

أَحَبُّ النَّاسِ مَنْ كانُوا سُكارَى،

بِخَمْرٍ لَيْسَ تَتْرُكُهُمْ… حَيارَى.

يُنافِسُهُم… بِقَوْلِ الحَقِّ طِفْلٌ،

وَما كانَتْ بَراءَتُهُمْ… شِعارَا.

(٦)

يُغادِرُ شَعْبُ الظِّباءْ،

إلى كَوْكَبٍ فِيهِ نارٌ وَماءْ..

وَعُشْبٌ وَبَعْضُ هَواءْ.

(٧)

ضَغَطَتْ. أوْحَى قَلَمِي:

لَنْ يَخْرُجَ شَيْءٌ،

مِنْ بَطْنِ الْعَدَمِ.

(٨)

ضاقَتِ الأرْضُ بِي،

قالَ لِي هامِشٌ مِنْ هَوَاءْ.

قُلْتُ: مَهْلًا! فَأرْدَفَ: ليسَتْ

تَضِيقُ السَّمَاءْ.

(٩)

كَيْ تَكُونْ..

عالِمًا بِفُنُونِ الجُنُونْ،

ليسَ يَكْفِيكَ أنْ تَقْتَنِي..

بَبَّغاءً يُغَنِّي بِأنَّ الجُنُونَ فُنُونْ.

(١٠)

أحِبُّكِ حَتَّى الغِيابْ

عَنِ الوَعْيِ وَعْدًا بِعِيد

يُعِيدُ اخْتِراعَ الخِطابْ

على سُنَّةِ الرَّعْدِ مَاءً

يُراوِدُ نارَ السَّرابْ.

(١١)

مسحْتُ جَميعَ الصّوَرْ.

لَسَوْفَ أنامُ قليلًا،

لأرْسِمَ وَجْهَ القَمَرْ.

(١٢)

سَأَلْتُ السَّماءْ،

سُؤالًا بِطَعْمِ المَساءْ.

بَكَتْني قَليلًا، وَقالَتْ:

على الشَّرِّ يَتَّفِقُ الجُبَناءْ.

(١٣)

أغْلَبُ الظَّنِّ أنَّ القَمَرْ،

يَتَفَلْسَفُ أيْضًا وَيَكْتُبُ شِعْرًا..

عَنِ الأرْضِ مِثْلَ الْبَشَرْ.

(١٤)

نَفْحَةٌ لَبِسَتْ حُفْنَةً مِنْ تُرابْ.

عَطِشَتْ. أسْكَتُوها بِكُوبِ سَرَابْ.

سَكِرَتْ. وَأَبُوهَا الضَّبابُ نَهاها:

على الأرْضِ لا تُسْرِفِي فِي الشَّرابْ!

(١٥)

سَأَلُوا: مَنْ هٰذِي الذّاتْ؟

رَدَّتْ: عَمْياءُ وَباعُوها مِرْآةْ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى