لم تبد لي كي أهتديك و أَسألا

 عبد الصمد الصغير | تطوان – المغرب

إِنِّـي دَعَـوْتُ اللَّـهَ … أَنْ تَـتَـمَـهَّـلّا
لَمْ تَبْـدُ لي كَيْ أَقْتَفيـكَ وَ أَسْـأَلَا

قَـلْـبـي زُقــاقٌ لِلَّــذيـنَ لَـهُ رَأَوْا
في آخِـرٍ ، عُرْساً يُقـيمُ وَ مَـحْفَـلَا

أَنْتَ الَّذي كَمْ خَدْمَةٍ لَكَ أُسْـدِيَتْ
أَنْتَ الَّذي عِنْدَ احْتِـياجِكَ قُلْتَ لَا

تَبّـاً لِما يَجْـري … وَ وَيْـلَ مَـلامَـةٍ
رِفْقاً بِما قاسَى الْجَوى وَ تَـحَمَّـلَا

مَهْـلاً رُوَيْـداً ، لا تَـكُـنْ مُـتَسَـرِّعـاً
كُـنْ هـادِئـاً … لا نـادِماً وَ تَـعَجِّـلَا

مَـهْما تُـنادي لَنْ يُطـاوِعَكَ الْهَـوَى
إِلّا خَيـالاً مَـخِـيـلاً … مُـتَـخَـيَّـلَا

في شَـكْـلِ نِــدٍّ لا أَراكَ مُـناسِبـاً
ما دُمْـتَ تُـعْلي واعِـداً وَ تَـحَـوَّلَا

رَبِّي أَراكَ الْحَـقَّ فيكَ كَما الْـوَرى
هَـلٌا رَأَيْـتَ الْحُـبَّ كَـيْفَ تَعَـطَّـلَا

ها أَنْتَ تُصْغي في خَيالِـكَ قِصَّةً
تَـرْوي حَـديـثاً فيـكَ كَيْ تَـتَأَمَّـلَا

هـا أَنْـتِ تُبْـديـنَ الْهَـوى مُتَـأَخِّـراً
هـا أَنْـتَ تَـكْـبُـو فـارِساً مُتَـخَيَّـلَا

لَـوْلا الْهَـزائِـمُ سابَـقَـتْ خُـطُواتِـنا
مـا كَـفَّ عَـزْمُ عَـنْ هَـواكَ تَـحَـوَّلَا

ذاكَ الْهَـوى كَمْ عاشَ فيكَ تَـرَدُّداَ
كَـمْ كـانَ فـي أَهْـوائِـهِ مُـتَـنَـقَّــلَا

خُـذْ ما أَتـاكَ اللَّـهُ مِنْ نِعَـمٍ وَ مِـنْ
كُلِّ الَّذي فـيكَ اسْتَـوى وَ تَشَكَّـلَا

مـادُمْـتَ تَـهْـوَى خـائِـفـاً مُـتَـرَدِّداً
مـاانْـفَـكَّ إِفْـكٌ بَـيْـنَـنا فَـتَـسَـلِّـلَا

لَهْـفُ الْغَـرامِ كَـما الصِّفاتِ تَضَيُّعاً
قَدْ كـانَ قَـلْبـاً طائراً … فَـتَـرَجَّـلَا

وَ الشَّمْسُ لَنْ تَكْفيكَ مُشْرِقَةً وَلَنْ
تَجْـديـكَ أَقْمـارٌ … لِـكَيْ تَـتَـأَمَّـلَا

أُفْـقـاً بَعيـداً … لِلـصَّـفِـيِّ مُـنادِيـاً
لا ظَـنَّـنا لا راسِـمـاً …. فَـتَـخَـيَّـلَا

هَــلْ مـا قَــرَأَنــا آيَـــةً بِـتَــأَمُّــلٍ؟
هَــلّا رَأَيْــنـا حُـجَّــةً وَ دَلائِـــلَا

لَـمّــا تَـدافَـعْــنـا إِلـى رَغَـبـاتِــنـا
صِـرْنا جَهُـولاً قَـدْ طَـغى وَ تَغَـوَّلَا

هَلْ نَحْـنُ عِـهْـنٌ في إِرادَةِ مِغْـزَلٍ
أَمْ نَحْـنُ فِـعْـلُـكَ الْمَـزيـدُ تَـفَـعَّـلَا

هَلْ نَحْنُ فِعْلاً نَحْنُ أَمْ شَـبَهٌ لَـنـا
أَمْ أَنَّـنـا وَجْـهُ الْـقِـنـاعِ مُـفَـصَّــلَا

هٰذا الْقِـناعُ اغْـتالَ فيكَ طَـبائِـعاً
فـي تَـرْكِـهـا كُـلٌّ يَـصـيـرُ مُـؤَوَّلَا

كَيْفْ الَّتي تَرْضى هَـوى مُتَحَـوِّلٍ
إِذْ يَقٔـذِفُ الْأَخْـلاقَ حَيْثُ تَـبَــوَّلَا

دَعْـنِي إِلى رَدْ الصِّـفـاتِ مُـنـادِيـاً
مْسْتَهِضاً ما في الرَّجـالِ تَـعَـطَّـلَا

مـا الْـعُــمْـرُ إِلّا رِحْـلَـةٌ لِمَـصِـيـرِنـا
مـا نَـحْــنُ إِلّا مُـبْـتَـلـىً فَـيُـسْـأَلَا

إِنِّـي رَأَيْـتُ الْهـارِبِيـنَ وَ خِـلْـسَـةً
إِنّـي دَعَــوْتُ اللَّـهَ أَنْ تَـتَــمَـهَّـلّا

مازالَ سُـؤْلي فيـكَ أَنْـتَ مُـعَـلَّـقاً
لَمْ تَـبْدُ لي كَـيْ أَهْـتَديكَ وَ أَسْـأَلَا