بأيِّ قلبٍ ؟

الشاعر رائد حسين عيد/ سوريا

 

يا أمسُ لو عُدْتَ لي، ما كنتُ غيرَ أنا

كفِّيْ وما جمعَتْ ، قلبـي ومـنْ ضَمِنـا

 

كــلُّ المواعـيـدِ فــي نفـسـي مؤجَّـلـةٌ

إلَّا الحبـيـبـةَ وعـــدٌ بـالـوصــالِ دنــــا

 

بالغْـتُ بالعشـقِ لـم أعبـأْ بمـن تَعِـبـوا

فــلا زمــانَ لـمـنْ لــم يسـبـقِ الـزَّمـنـا

 

أنــا الــذي حـاصـرَ الدُّنـيـا فـروَّضـهـا

جعلـتُ مـن سَغَبـي فـي عُنقِهـا رَسَنـا

 

فمـا اشتهيْـتُ سـوى مـاءٍ علـى ظـمـإٍ

ولا رضيتُ سوى الجـوزاءِ لـي سكنـا

 

ومـا تركـتُ لـوجـهِ الـرِّيـحِ أشرعـتـي

كنتُ الرياحَ فقـدتُ البحـرَ ، والسُّفُنـا

 

كــلُّ الـرِّمـاحِ إلــى صــدري مـوجَّـهـةٌ

وما خضعْتُ ، ولا جفنُ الـرَّدى وَهَنـا

 

فعدتُ أبحثُ في التاريخِ عـن وطـنٍ

وما وجـدْتُ سـوى مـا يشبـهُ الوطنـا

 

كـلُّ القواميـسِ فــي الدُّنـيـا مــزوَّرةٌ

مــــا دامَ تـاريـخُـنـا لـلـقـتـلِ مـرتَـهَـنـا

 

قابـيـلُ يسألـنـي حـيـنَ التقـيـتُ بـــهِ

بكـمْ قتيـلٍ ورثْـتَ السَّمـنَ واللبَـنـا ؟!

 

كــلٌّ بـمـا فـيـهِ مــن عـيـبٍ يجادلُـنـي

يقولُ بهْـراً ، وقـولُ المُبغِضيـنَ مُنـى

 

وأنــتَ كلَّلتَـنـي بالطِّـيـبِ يــا وطـنـي

فلـسـتُ مـنـكَ إذا لــمْ أدفـــعِ الثَّـمَـنَـا

 

بـــأيِّ قــلــبٍ أراكَ الــيــومَ مُـنـكـسِـراً

قلبِ الطريد أم القلـبِ الـذي طُعِنـا ؟

 

أنــا الغـريـبُ بـــأرضٍ لا سـمــاءَ بـهــا

فكيـفَ أُخبِـرُ ربِّـي مــا يُحـيْـطُ بـنـا ؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى