في العزلة

د. سمير شحادة | فلسطين

في العزلة

أعني

وأنا أجلس وحيدا في بيتي

مغسولا من كل أوهام الدنيا

بعيداً عن كل المُغري في الكون

أصارح نفسي

بما ارتكبت من آثام وكل ما سبَّبتُه لي أو غيري من آلام

أبكي كطفل فقد الحيلة وقد ضاعت لعبته

يستجدي والده

وأمه وكل من في البيت

لشراء لعبةْ

فيأتيهِ صوتٌ

يهزُّ كيانهْ

من أين؟

فيعود ليبكي

في العزلةْ

أضحك

ألعب

أرسم أحلامي كما أهوى

وأصنع من وقتي ملهاة

فألهو كما يلهو طفل وهو يخربش بالألوان

ويرسم سماه

ويطير

في العزلة أدرك ذاتي وأعرفني

وأحب فيَّ جميع صفاتي

فإذا خرجت للناس

لبست سرّحت شعري الأشقر

وتعطرت

ولمَّعت حذائي

ورسمت على شفتيَّ أروع بسمة

وأغلقت الباب عليّ وأفراحي وحزني وخرجت

أناكفُ نفسي

أبكي أضحك

لا فرق

فأنا لست أنا

والناس ليسوا الناس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى