تطور القصة القصيرة في الأدب المعاصر
فاطمة محمود سعد الله | تونس
أعزائي القراء أسوق لكم في هذه المساحة مشاركتي في المؤتمر الدولي الافتراضي الذي أداره مركز الدراسات العربية بجامعة جواهر لال نهرو / نيو دلهي و أكادمية التميّز بالهند والمنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام بلندن والتي ترأسها الدكتورة العراقية وفاء عبد الرزاق.
كانت مداخلتي في اليوم الأول من المؤتمر 20/6/2020 عن تطور القصة القصيرة في الأدب المعاصر.والذي تواصل ليومين متتاليين
تمهيد:
باسمي الأديبة فاطمة محمود سعدالله وبصفتي كعضو فاعل في المنظمة العالمية للإبداع من أجل السلام / قسم الترجمة أحييكم جميعا وأشكر الدكتورة وفاء عبد الرزاق (العراق /لندن) والدكتور مجيب الرحمان ( الهند)رئيس المؤتمر بإتاحتهما لي هذه الفرصة الثمينة للمشاركة في هذا المؤتمر الدولي الافتراضي حول الأدب العربي المعاصر : الآفاق والرؤى وذلك بمداخلة موجزة عن تطور القصة القصيرة في الأدب العربي (والتونسي تحديدا).وهي كما يلي:
1 القصة عموما هي جنس أدبي يعتمد على السرد والتتابع واقتناص المشهدية التي يقدمها السارد للمتلقي بأسلوب التشويق والإبهار .
وقد اعتبرها النقاد فنا دخيلا على الأدب العربي باعتبار التراث الأدبي العربي كان شعرا.
لكن بالرجوع إلى المدونة الأدبية العربية نجد القصة متجذرة فيه كنواة لا كتقنيات حديثة في أيام العرب وأخبارهم وفي الحكم والأمثال وفي القصص القرآني وفي كليلة ودمنة وألف ليلة وليلة المترجمتين وغير ذلك من أساليب السرد ا لشفوي مثل دكة الحكواتي وحكايا الجدات ..
لكن لا يمكن أن ننكر أن القصة عموما والقصيرة تحديدا بدأت بخطى محتشمة إذ توكأت على الترجمة أولا ولنا في أعمال مصطفى لطفي المنفلوطي أكثر من شاهد ( پول وفرجيني وماجدولين) ثم بدأت تتلمس طريقها نحو الإنتاج الذاتي الذي لم يخلُ من التقليد حتى وعى كتاب القصة بأن سر الخلطة السحرية القصصية الناجحة هو في تجذيرها في تربة الذات والمجتمع والإنسان فاتسمت الكتابات بالواقعية ولنا في الكاتب التونسي علي الدوعاجي(1909/1949) أفضل مثال في مجموعته ” سهرت منه الليالي” .
أما بمتابعة نسق تطور القصة القصيرة في تونس في العشرية الأخيرة فإننا نجد نهرا زاخرا بالأعمال القصصية التي تنوعت أساليبها وتعددت مضامينها وسنلمس جنسا أدبيا متميزا أفاد من التجارب السابقة عربية وغربية فإذا بها تعلن نفسها مرجعا يمكن العودة إليه والثقة به لما اتصف به من ديناميكية ورصد ذكي لحركة الذات وتحولات النفس والمجتمع.
ولعلها أفادت كثيرا من الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعي والنشر الرقمي والالكتروني فتنوعت وتطورت من مجرد الرصد الوجداني إلى التصوير النفسي والنقد الاجتماعي بل والتأمل الكوني / الوجودي.والكتابة الرمزية والسريالية إلى غير ذلك
2 وهذا ما جعل بعض المؤسسات الأدبية تولي القصة الاهتمام فتفرد لها مجلات مختصة كمجلة ” قصص” التي أسسها محمد العروسي المطوي رحمه الله والتي انبثقت عن نادي القصة التونسي وإبداعات منتسبيه.
كما تكرمت مجلة ” الحياة الثقافية” الصادرة عن وزارة الثقافة التونسية فخصصت عددها 305 لشهر نوفمبر 2019 كاملا للقصة القصيرة فنشرت عشرات القصص بين قصة وأقصوصة وقصة قصيرة جدا أذكر بعضها بلا حصر :
رقصة مع الأيام لروضة الفارسي
القارب لأحمد الكوكي
الغربان لفاطمة محمود سعدالله
الجراد لا يترك شيئا للفلاح ليونس السلطاني وغيرهم .
3 لكن هذا التطور للقصة والاحتفاء بها لا يمنعنا من الملاحطة أنها إذا قارناها بالشعر نراها تشكو التهميش والتجاهل من السادة الأكادميين فهم لا يولونها نفس الاهتمام في الأطروحات العلمية التي يكلفون بها طلبتهم كدراسات وبحوث علياكشهادة التبريز أو الدكتوراه ومع ذلك مازلنا كمبدعين ومتلقين نأمل في جدية الاهتمام بالقصة والوعي بأحقيتها في الدراسات والأطروحات الجامعية.
4 ملاحظة
للأسف ضيق الوقت المخصص لهذه المداخلة لا يتجاوز دقيقتين أو ثلاث لا غير مما أجبرني على الضغط على المداخلة وقدمتها ارتجالا مختزلة جدا في شبه رؤوس أقلام.