الصعود إلى غار حراء

خالد الخنبشي | جبال مكة

ما أن تنظر إلى أعلى الجبل للوهلة الأولى تظن أن الغار قريب، وأن الصعود يسير، وما أن تبدا أولى خطواتك، تشعر بالشد العضلي في رجليك يزداد مع كل خطوة تخطوها، كنتُ أقطّعُ الرحلة إلى أجزاء متقطعة؛ لأرتاحَ بين الفينةِ والأخرى وأستعيد شيئاً من طاقتي لأقطع جزءاً آخر، وبالطبع مؤمنا بعزيمتي الدائمة بأني سأصل القمة.

وفي منتصف الطريق وأنا جالسٌ على رصيف الدرج ورأسي منكسٌ من شدة التعب، أسمعُ صوتاً يقول لي “واصل .. واصل”، كان رجلاً سعودياً بدا وكأنه في الأربعين من عمره، وعرّفنا عن نفسه بأنه من جدة، درس في الكلية الأمنية، يهوى صعود الجبال، وبدأ ينصحنا عن الرياضة ويشجعنا على مواصلة الصعود، وأن من يُعطي الرياضة حقها تنضبط حياته وتستقيم علاقاته، سألنا كم نقدر عمره؟ قلتُ له تبدو في الأربعين، وبما أنك سألتنا هذا السؤال وأنت شخصٌ رياضيّ، أتوقع بأنك ٥٥ عاماً، قال ٥٠ وهو يرسم ابتسامة على شفتيه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى